كان لي حظ مشاهدة بعض العروض السينمائية السعودية ومن ضمنها فيلم "صباح الليل"، و"مهمة طفل" وذلك في إجازة عيد الفطر المبارك على مسرح مركز الملك عبد العزيز الثقافي بأبرق الرغامة في مدينة جدة، عدد من العروض تمثل تجارب بعض الشباب السعوديين والسعوديات الأولى، بالطبع من الخطأ أن نحكم على هذه التجارب لكونها تمثل البدايات لصناعة سينما في المملكة، من ضمن هذه الأفلام فيلم يتحدث عن خطورة تعاطي المخدرات، و هذا يعطي تصوراً لأن أغلب هواة السينما حالياً يضعون أمام أعينهم مشكلات المجتمع و يقدمون رؤيتهم حيالها، بكل تأكيد كل من ينتمي لهذا الوطن يسعى للإصلاح وليس الهدم من خلال قناة يعرف أنها قد تصل للآخرين ومن هذه القنوات المسرح والسينما، الملاحظ من قبل بعض البسطاء الذين لم يحضروا عرضاً مسرحياً أو يشاهدوا فيلماً سينمائياً، حساسية كلمتي سينما ومسرح وكأنها مناقضة للثوابت لديهم، ولو تريثوا قليلاً وتلقوا تلك الأعمال بتجرد لوجدوا أن أغلب ما يقدم على خشبة المسرح أو يعرض على شاشة السينما وبالذات ما يقدمه أبناء البلد يطرح الكثير من المثل العليا السامية التي حض عليها ديننا الإسلامي، وغالبيتها تقدم بطريقة مرحة ومبسطة لتصل إلى الإنسان العامي البسيط، الذي يتأثر غالباً بما يراه وما يسمعه، وهنا تكمن خطورة أن الإنسان البسيط هذا يستطيع أن يوجه طبق الاستقبال الفضائي ليلتقط قنوات مخالفة ليست للدين الإسلامي فقط بل لكل الديانات والأعراف والقيم الإنسانية، ما جعلني أتحدث عن العروض السينمائية والمسرحية ذلك الضجيج الذي سمعناه و قرأناه عن إيقاف عرض سينمائي في مدينة الطائف،بسب وجود مخالفات شرعية نتجت عن الاختلاط بين الشباب والفتيات، وأعتقد أن الأمر يتعلق بتنظيم المكان الذي به العرض، لِمَ لا يحدد ساعات معينة للرجال وساعات أخرى للنساء، عندها قد تحل المشكلة، السينما ليست طارئة مطلقاً على مدينة الطائف فقبل أكثر من ثلاثين عاماً كان هنالك عدد من دور العرض يتجاوز العشر دور إضافة إلى بعض "الأحواش" تُعرض بها أفلام عربية وأجنبية، وكانت كثير من الأندية الرياضية في العديد من المدن السعودية تعرض أفلاماً سينمائية، بالطبع نحن نتحفظ على تلك الطريقة السابقة، ولكن ما يقدم الآن مر بكل تأكيد على القنوات الرقابية، وهذه القنوات والتي تمثلها غالباً وزارة الثقافة والإعلام حريصة على أن تقدم ما يخدم الدين والوطن بعيداً عن المزايدات، فمتى نقول صباح الخير للسينما.