@@ ثمة قناعة لدي بأن السبب الرئيس لمعاناة أندية المنطقة الشرقية إداري بحت، ومنه تتشعب كل الأزمات، وقد قلت وما زلت مقتنعا بقولي بأن الاتفاق هو أقل أندية المنطقة من حيث المعاناة الإدارية، بسبب الهدوء الذي يغلفه، والذي يوحي بأن ثمة حراكا فاعلا يتم في داخله، في حين أن ما يحدث هو العكس تماما، حيث الشلل يصيب كثيرا من أطرافه. لن أقول: إن الاتفاق هو أفضل السيئين، حتى لا أثير حفيظة من يقبض على مفاتيح القرار فيه، لكن حسبي أن أقول بأن ما يحدث حاليا فيه لا يليق بتاريخه، ولا يتوافق مع عصر الاحتراف، ولا يلبي طموحات أنصاره التي تمني نفسها أن تشاهد فارس الدهناء في ساحة البطولات، لا على قارعة الفشل المحبط، وفوق رصيف الخيبات المتتالية. طريقة إدارة الاتفاق حاليا ونحن في عصر النهضة الاحترافية، لا تختلف عن إدارته قبل عقدين وأكثر، بل إنه في تلك الفترة كان أفضل إداريا، وهو ما أنتج ذاك التألق الفني والإنجاز البطولي، والسبب يعود إلى الطاقات الشابة الكفوءة التي كانت تديره آنذاك، في حين باتت الكفاءات الاتفاقية اليوم مهمشة، بل مقصاة إلى درجة أن الاتفاق يدار اليوم على طريقة ( صفوا صفين)!. من يقول غير ذلك فعليه بتأمل المجلس الشرفي، الذي لا يكاد الملتصقون بالاتفاق يعرفون أبرز أعضائه، إذ لا وجود له على أرض الواقع، وإنما هو مجرد حبر على ورق، ثم ليصوب وجهه صوب مجلس الإدارة، وليخبرني إن شعر بوجود أكثر من ثلثي أعضاء المجلس، إذ إن وجودهم لا يعدو مجرد تكملة للنصاب القانوني. وبعيدا عن المجلسين، لا يشعر الاتفاقي القريب بأي وجود للكوادر الشابة والطاقات الحيوية، وهو ما عطل كثيرا من المشاريع الهامة، كالمركز الإعلامي الذي لا وجود له بتاتا في ناد يدعي الاحترافية، وكذلك الموقع الالكتروني، فالموجود لا يعدو مجرد منتدى للدردشة (وفش الخلق)، بل حتى جوال النادي هو الآخر كثيرا ما يدخل في غيبوبة تبعده عن أبرز الأحداث، بدليل أنه لم يبث حتى اللحظة أي خبر عن أزمة انقطاع التيار الكهربائي رغم أنها دخلت أسبوعها الثاني، والأعظم من كل ذلك الطريقة البدائية التي تدار فيها المفاوضات، سواء مع اللاعبين أو الشركات الاستثمارية وهو ما أضاع على النادي صفقات ذات قيمة فنية ومادية كبيرتين، وللأمانة فإن مجلس الجماهير هو وحده الذي نجح بامتياز لوجود العقلية الشابة المتسلحة بالعلم والأفكار العصرية. وعلى الرغم من كل تلك الإحباطات، سأظل متفائلا بمستقبل الاتفاق، إذ أنني على ثقة بأن هناك اتفاقيين كفوئين قادرين على إدارة النادي، بدءا من منصب الرئيس وحتى آخر منصب فيه، لكن في ظل سطوة النمط التقليدي سيظل الاتفاق طاردا للكفاءات وغائبا عن الاحترافية حتى حين !.