"باختصار يا إخوان، مزايا (الفيس بوك) لا تنتهي" هكذا بدأ صديقي عادل الفهد إيميله الذي أرسله لي ولمجموعة من الأصدقاء. ذكر أنه كان من المتابعين لبرنامج كوميدي يقف فيه المتسابقون ليلقوا بالنكات للجمهور في مسابقة أمام لجنة للتحكيم. ثم ذكر أن شاباً كوميدياً وموسيقاراً بريطانياً آخر يدعى (جيم تيفريه) برز بشكل ملفت في البرنامج بسبب تميز وغرابة النكات التي يلقيها. لكن جيم هذا قام بطرح نكتة حول المملكة العربية السعودية وحكم قطع يد السارق في الشريعة الإسلامية مما جعل صاحبي وغيره من المسلمين يستاءون. عادل بدلاً من أن يشتم "تيفريه" أو يتحدث لكل أصدقائه عن المؤامرة التي يحيكها الغرب -ضد دينه الإسلام وبلده السعودية- قام بالعمل الصحيح حيث بحث عن طريقة للتواصل مع تيفريه (المشهور في بريطانيا) وعثر عليه في موقع الفيس بوك فقام بمراسلته مخبراً إياه أنه استاء من تلك النكتة، كما قام بتزويده برابط لموقع إسلامي يتحدث بالإنجليزية عن قضية قطع يد السارق وغيرها من القضايا ليصحح المفاهيم حولها خصوصاً لغير المسلمين. جاء رد تيفريه سريعاً ليقول: "أنا آسف جداً إذا كنت أسأت لدينك ولدولتك، ومحاولة مني للتصحيح فإنني لن أقدم نكاتاً مثل هذه مستقبلاً، لقد قفزت تلك النكتة إلى رأسي تحت الضغوط. متمنياً أن يكون في ذلك حلاً للمشكلة". نعم، للفيس بوك (وغيره من مواقع التواصل بالإنترنت) مزايا لا تنتهي، لكن لمن؟ لكل من استغله لأهداف نبيلة وجميلة كالتواصل مع الأقارب والأصدقاء، ولمن كان إيجابياً وحاول التغيير كصديقي عادل ولم يكتف بتمرير الإيميلات والتحسر على أوضاع الأمة الإسلامية وتكالب الأعداء عليها.