انغيلا ميركل التي تشارك في قمة حاسمة للاتحاد الاوروبي في بروكسل عن الازمة الاقتصادية ستظهر بوجه مختلف تماما عن تلك الزعيمة التي سعت العام الماضي الى توحيد التكتل وراء معاهدة لاصلاح الاتحاد وأهداف جسورة لعلاج مشكلة التغير المناخي. وبينما تلوح انتخابات المانية في الافق تجري في سبتمبر (ايلول) القادم عدلت المستشارة الالمانية التي لقبت "بملكة العالم" لانتصاراتها الدبلوماسية التي حققتها في سنواتها الاولى من جدول أولوياتها ويطلق عليها في المحافل الاوروبية الان لقب "ملكة الرفض". فدفع أوروبا الى الامام بل والاكثر من ذلك استخدام اموال المانيا ورصيدها السياسي الخاص لتحقيق هذا الهدف يجيء الان في المرتبة الثانية لاهتمام المستشارة الالمانية بعد حماية مصالح برلين في تحول زاد من حدته الموقف الاقتصادي الخطير في المانيا. وعرض هذا التغيير ميركل الى انتقادات لاذعة من بعض شركائها الاوروبيين وشاب صورتها في الخارج وأضعف نفوذها في الاتحاد الاوروبي الذي يضم 27دولة والافدح من هذا انه قرب ما بين فرنسا وبريطانيا وهو شعور مؤذ لالمانيا. لكن ميركل تبدو عازمة على تحمل الضربات ويقول كبار المسؤولين الالمان العارفين بطريقة تفكيرها انه من غير المحتمل ان تغير المستشارة الالمانية مسارها قبل ان يتوجه الناخبون الالمان الى صناديق الاقتراع بعد أقل من تسعة اشهر. وقال جيرد لانجوث استاذ العلوم السياسية في جامعة بون والذي يكتب سيرة ميركل "ميركل مخلصة جدا لاوروبا لكنها في الوقت ذاته عملية. هي في هذه اللحظة تركز بشدة على كيفية الفوز في الانتخابات القادمة". وبعد ان أطلق عليها عام 2007لقب "مستشارة المناخ" حين كانت تروج لاتفاقات لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الارض او ما يعرف باسم ظاهرة الاحتباس الحراري في أروقة الاتحاد الاوروبي ومجموعة الثماني ستكشف ميركل في بروكسل عن وجهها الجديد. وتعهدت ميركل في المجالس الخاصة بأن ترفض في بروكسل اي اجراءات في اطار اتفاق اوروبي للمناخ يمكن ان تضر صناعة السيارات الالمانية او تهدد فرص العمل. وتتوجه ميركل الى القمة الاوروبية أيضا بما يمكن ان يوصف بوجه مارق في السياسات الاقتصادية لعزمها على رفض النداءات الموجهة لالمانيا بزيادة المبالغ المخصصة لخطة الانقاذ لعلاج الازمة المالية والتي تراها كل من بريطانيا وفرنسا والمفوضية الاوروبية متواضعة للغاية. وتقول اولريكه جوروت من لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الاوروبي ان تركيز ميركل الشديد على مصالح المانيا هو عودة لشعار من اجل برلين في ابتعاد عن دور المانيا طوال العقد الماضي كراع لأوروبا ماديا ودافع لرواتبها. وتقول جوروت "أداء ميركل في سنواتها الاولى كان خروجا على القاعدة. فالسنوات التي كانت المانيا تضع فيها المال على الطاولة من أجل مصلحة اوروبا فقط ولت. انهم (الالمان) لم يكونوا أوروبيين صالحين منذ نهاية التسعينيات".