توقع اقتصاديون أن تشهد سوق المال السعودية مرحلة من الايجابية في التداولات بعد التوقف والذي تزامن مع عيد الاضحى المبارك,معتبرين أن الايام القليلة الماضية شهدت العديد من المعطيات الايجابية بمعاودة أسعار النفط للارتفاع وتحسن أسواق المال العالمية,واصفين المرحلة الحالية بالمغرية للمستثمرين رغم الترقب القلق لأرباح الشركات عن العام الحالي والتي توقعوا أن تكون "الأسوأ" وهو ما يشجع على دخول استثمارات مالية جديدة خاصة مع انخفاض أكثر من 30% من الشركات في السوق السعودي عن قيمها الدفترية ومن ضمنها الشركات الكبرى,وأكدوا أن السوق سيشهد ارتفاعات خلال الايام المقبلة وفق المعطيات الحالية وستكون اختباراً حقيقياً للمؤشر في القدرة على التماسك وكسر المسار الهابط والذي حقق معدلات هبوط قياسية خلال الشهرين الماضيين بفعل مخاوف المستثمرين من امتدادات الأزمة العالمية. وقال الاقتصادي قاهر الطاهات إن سوق المال السعودية خلال الفترة المقبلة سيكون ذا مسار عرضي لعدم اتضاح الرؤية بشكل كاف وستنحصر عند أرقام معينة حتى نهاية العام خاصة وأن السوق يحاول تأسيس قاع تجميعي ستحكمها عدة أمور وأهمها الميزانية العامة للدولة والاعلان عن ارقام الانفاق الحكومي والذي سيحدد بصورة مباشرة مدى التأثر من الأزمة العالمية,إضافة على ان النفط لا زال بعيدا عن سعره العادل والذي تحدث عنه خادم الحرمين الشريفين واعتبر أن سعر 75 دولاراً للبرميل هو السعر العادل وكذلك بعض الدول الخليجية التي وضعت سعرا عادلا للنفط مقارباً لهذا الرقم وهو ما سيؤثر على أرباح الشركات في عدد من القطاعات. وأضاف:"أي ارتفاعات سنشهدها الفترة المقبلة لن تكون قوية وحقيقية وهو ما ينطبق ايضا على الهبوط كون الذبذبات ستسمر صعودا وهبوطا حتى يتم الاعلان عن موازنة الدولة وأرباح الشركات المحلية والعالمية ,اتجاه الازمة العالمية نحو الركود جعلنا نشاهد أسعار النفط عن أسعار القاع لعام 2005م والتي كانت عند 42 دولاراً للبرميل وشاهدنا هذه الارقام قبل عدة ايام,لذلك نحن وصلنا الان لمرحلة ارتداد من الناحية الفنية والتي ترافقت مع تصريحات خادم الحرمين الشريفين وستعاود أسعار النفط الارتفاع خاصة مع فصل الشتاء والذي سيشهد مزيدا من الطلب بالاضافة لسياسات أوبك الأخيرة والتي ستدعم الارتفاع,وهناك نقطة أخرى يترقبها كافة المستثمرين وهي نتائج الشركات للربع الاخير عن السنة الحالية وكثير من الشركات يتم تداولها بأسعار تاريخية وبعيدة كثيرا عن قيمها العادلة,ونحن نتوقع ان تكون سلبية وخاصة في قطاع البتروكيماويات". واعتبر الطاهات أن انخفاض قيمة أسهم الكثير من الشركات أمر جاذب لسيولة استثمارية كبيرة ستدخل سوق المال في الفترة المقبلة خاصة وأن المملكة من أقل الدول تأثرا بالأزمة الحالية ونطاق تأثرها منحصر بالهبوط المؤقت لأسعار النفط لذلك سيعتبر السوق جاذباً للمستثمرين الكبار على المدى الطويل مضيفا بقوله:"كل الأسواق العالمية تترقب ارباح الشركات العالمية وهناك مستثمرون ينتظرون فرصا لن تتكرر بالرغم من أن المفاجات قد تحدث ولكن الاغلبية يتفقون على أن الاسعار الحالية تاريخية بل ومن المتوقع مزيد من الهبوط لبعض القطاعات,مؤكدا أن اسواق المال ستعاود الارتفاع بعد نهاية العام كون (الأسوأ) قد حدث بالفعل مضيفا بقوله:"الأرباح التي نترقبها ستكون هي الأسوأ ولن تؤثر في الرغبة لدى المستثمرين كون الارقام الحالية جاذبة وهذه الشركات الكبرى وإن تأثرت لعام إلا أنها ستعاو الارتفاع بفضل أصولها القوية,وأسهم شركات البتروكيماويات تتداول معظمها بين مكررات ربحية تتراوح من ستة إلى ثمانية ولذلك حتى لو إنخفضت ارباح الشركات بنسبة خمسين بالمائة سيرتفع مكرر الربحية من ستة إلى تسعة وهو رقم مغر كثيرا للمستثمرين,وثلث الشركات في السوق السعودي تتداول أقل من قيمها الدفترية ومن ضمنها الشركات الكبرى". ومن جانبه توقع المحلل المالي محمد العمران أن يبدأ السوق خلال الايام المقبلة بموجة صاعدة خاصة بعد الهبوط الحاد على مدى الشهرين الماضيين وأضاف:"نتوقع أن السوق خلال الاسابيع القادمة سيدخل في موجة تصاعد تستهدف مستويات فوق الخمسة الاف نقطة وقد تصل تختبر مستويات تصل الى ستة الاف نقطة,واعتقد ان الاغلاق السنوي ونحن قريبين منه الان سيكون فوق الخمسة الاف نقطة,ونحن نشهد حاليا عدة عوامل ايجابية منها معاودة اسعار النفط للارتفاع وكذلك ارتفاع اليورو امام الدولار وهذه الحركة في أسعار العملات تدعم أسعار النفط,اضافة لارتفاع نسبي في اسعار شركات البتروكيماويات,أما المسار الرئيسي فلا زال الحديث مبكرا على القول بأننا كسرنا المسار الهابط فالمسارات التي نتحدث عنها للأسابيع المقبلة هي مسارات ثانوية وستكون الستة الاف نقطة هي المحك الرئيسي والاختبار الحقيقي لقدرة المسار الرئيسي على كسر المسار الهابط". وأكد العمران أن المستثمرين يكتسيهم حاليا حالة من التفاؤل "الحذر" على حد وصفه بسبب الحالة العامة للسوق,وأضاف:"كنا نتحدث قبل إقفال الأسواق عن ارتفاعات قوية في الاسبوع الأخير ولكن ما حدث هو ارتفاعات طفيفة وحذرة وأعتقد بإذن الله أن ندخل في موجة صاعدة قصيرة الأجل تستهدف مستويات قريبة من الستة الاف نقطة واذا تمكن المؤشر عند تلك المرحلة من التماسك ويخترق تلك النقطة نستطيع حينها القول إننا تعافينا من هذه الأزمة,أما إذا حدث العكس واستمرت المخاوف فستطول مرحلة التذبذب ولكن سيظل المؤشر ينتظر الفرصة للانطلاق نحو الستة الاف نقطة وهذا احتمال ضعيف في الوقت الراهن أن يعاود المؤشر الهبوط كون المؤشرات الايجابية خلال فترة التوقف كثيرة ومنها تحسن اسعار البتروكيماوت وارتفاع اسعار النفط وتحسن اسعار الشحن البحري.