لقي 55شخصا مصرعهم واصيب 95آخرون أمس الخميس بتفجير انتحاري استهدف مطعما شمال كركوك مكتظا بعائلات قصدته في آخر ايام عيد الاضحى في العراق بينما كانت قيادات عربية وكردية تتناول الغداء فيه. وقال معاون قائد شرطة كركوك اللواء تورهان يوسف ان "الحصيلة النهائية تؤكد مقتل خمسة وخمسين شخصا واصابة 95آخرين عندما فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه وسط مطعم شمال كركوك ( 255كلم شمال بغداد) على الطريق باتجاه اربيل". واضاف ان ثلاثين جريحا في حالة حرجة. من جهته، قال قائد مجلس صحوة الحويجة ( 50كلم غرب كركوك) الشيخ حسين علي الجبوري ان قادة صحوات ممثلين للعرب وممثلين عن مكتب العلاقات التابع لرئيس الجمهورية جلال طالباني كانوا يتناولون الغداء في المطعم لكن احدهم لم يصب بأذى. واوضح الجبوري "عقدنا كقادة صحوات ممثلين للعرب اجتماعا مع مكتب العلاقات التابع للرئيس طالباني لبحث الاوضاع بعد ان قاموا بزيارتنا في الحويجة الاسبوع الماضي". واضاف "بعد انتهاء الاجتماع قررنا التوجه الى المطعم لتناول وجبة الغداء سوية فوقع التفجير لكن احدا من المسؤولين لم يصب بأذى، فقط اربعة من حراسي الشخصيين اصيبوا بجروح طفيفة بينما كانوا في الجناح المجاور". ووقع التفجير خلال آخر يوم من عطلة عيد الاضحى التي انتهت أمس فيما كان المكان الذي يبعد مسافة 15كلم عن وسط كركوك يشهد اقبالا واسعا. ويقصد مطعم "عبد الله" زبائن من مختلف القوميات العربية والكردية والتركمانية والمسيحيين. وتضاربت المعلومات حول اسباب الانفجار. فقد قال احد العاملين في المطعم عباس فاضل: "ان انتحاريا دخل الجناح المخصص للعائلات وفجر نفسه بينها". يشار الى ان المطعم مقسم الى ثلاثة اجنحة واحد للعائلات وآخر لشيوخ العشائر والوجهاء والمسؤولين، وثالث للذكور. واكدت مصادر في وزارة الدفاع رواية العامل بينما قال مصدر في وزارة الداخلية ان "سيارة مفخخة استهدفت مطعم "عبد الله" على الطريق الرئيسي شمال كركوك" مشيرا الى "وجود نساء واطفال بين الضحايا". ونقل القتلى الى مستشفى "آزاد" في حين نقل الجرحى الى مستشفى كركوك العام. وشاهد مراسل فرانس برس المصابين ممددين ارضا تغطي الدماء غالبيتهم، وقال الطبيب محمد عبد الله "هناك الكثير من الضحايا" دون ان يحدد عددهم. من جهته، قال رزكار محمود ( 24عاما) الذي كان جالسا وسط المطعم مع والده وزوجته واطفاله ان "المكان كان مكتظا عندما وقع الانفجار فتطاير الزجاج والجدران العازلة". واضاف محمود المصاب بجروح في ساقه بينما كان مستلقيا على فراش بسيط وسط مستشفى كركوك العام "لا اعرف اين والدي وابنائي او ماذا حل بهم". من جانبها، قالت رزقية اوجي ( 49عاما) المستلقية في احدى غرف المستشفى "كنت مع اثنين من ابنائي واحفادي في المطعم (...) وفقدت حفيدتي البالغ عمرها اربعة اعوام". وفي مدخل قسم الطوارئ، جلس طفل عمره لا يتجاوز عمره خمسة اعوام يبكي والديه اللذين قضيا بالانفجار. واقامت الشرطة حواجز في وسط كركوك طالبة من المارة التوجه الى المستشفيات للتبرع بالدم نظرا لكثرة المصابين. ويسود التوتر بين القوميات التي تسكن كركوك من عرب واكراد وتركمان. وعملية المطعم هي الاكبر منذ التفجير المزدوج في سوق الاعظمية، شمال بغداد، في العاشر من تشرين الثاني حيث قتل 28شخصا واصيب عشرات بجروح.