ماذا لو طالبنا أنفسنا أن نفتش عن السعادة والفرح ونبرمجها عليها ,واستبدلنا عناوين الحزن بالإبتسامة، هل سنمتلك كل شئ لأننا لانمتلك شيئاً؟ الكثيرون ممن ينتظرون الحصول على السعادة بعد أن يصلوا إلى ما يحلمون به: "لو امتلكتُ كذا.. لو حصلتُ على كذا فسوف أكون سعيداً". مثل هؤلاء لن يصلوا إلى السعادة،نصطنعها لكننا نجلها ,عندما ننظر للأشياء من حولنا بشكل مختلف ونتعايش بود واتفاق مع أرواحنا وعقولنا عدم فهمنا لأنفسنا يقوقعنا للحزن . مايثير استغرابي كثير من فئة الشباب يجعلون الحزن عنوان لهم؟!! وهذا مالمسته في (التوبيكات )أو(الأسماء المستعارة)أو (الصور) في أجهزة الهواتف النقالة أو صفحات التواصل الاجتماعي............الخ. لم يتجاوز سن الخامسة عشر ويلقب نفسه (المجروح)أو(أسيرة الأحزان) وما هذه الألقاب إلى انعكاسات لنفسياتهم وترجمة لمشاعرهم المكنونة والأسباب مجهولة؟؟!!. الدراسات العلمية تبين أن الماديات من مثل الثروة والمال والشباب والمراكز العالية لاتجعل الانسان الذي يمتلكها اسعد من غيرة بالرغم من ان الجميع يعتقد انها من اسباب السعادة والإنسان الكامل خلقا والذي لايعاني من إعاقة بدنيه ليس بالضرورة سعيدا, والمعاق ليس بالضرورة تعيساً بل وليدة فكر وإحساس بها. جلس رجل أعمى على إحدى عتبات عمارة واضعا ً قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها : " أنا أعمى أرجوكم ساعدوني ". فمر رجل إعلانات بالأعمى ووقف ليرى أن قبعته لا تحوي سوى قروش قليلة فوضع المزيد فيها . دون أن يستأذن الأعمى أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى وأعادها مكانها ومضى في طريقه . لاحظ الأعمى أن قبعته قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية، فعرف أن شيئاً قد تغير وأدرك أن ما سمعه من الكتابة هو ذلك التغيير فسأل أحد المارة عما هو مكتوب عليها فكانت الآتي : " نحن في فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله" كم هو جميل أن نحول المحن التي تعترض حياتنا إلى منح وعطاء وننظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس وليس الفارغ منه.