قبل مدة تسنى لي حضور مؤتمر دولي عن الحاسب في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد أتت محاور المؤتمر مغطية للأنواع المختلفة للإعاقة مثل: الإعاقة السمعية والبصرية والفكرية والحركية كما استحدث محور جديد يهتم بكبار السن واستخدامهم للحاسب الآلي. وفي أحد الجلسات الخاصة بالمعينات التقنية (Assistive Technology) للمعاقين حركيا قام باحث من ألمانيا يدعى -Torsten Felzer- باستعراض تجربته في تطوير جهاز للإدخال باستخدام حركة الحواجب. المدهش في الأمر أن الباحث نفسه معاق إعاقة جسدية كاملة إلا من حركة بسيطة في يديه وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية وله أبحاث عدة في مجال خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين. فسبحان الله لم تمنعه إعاقته الجسدية من التخصص في مجال علمي دقيق وصعب يتطلب الخوض فيه التعامل مع مكوناته حركيا، يضاف إلى ذلك حضوره للمؤتمر والمشاركة فيها من دون أن يمنعه ذلك كرسيه المتحرك المزود بتجهيزات خاصة. كما لفت نظري أن ذوي الاحتياجات الخاصة بكافة أطيافها كانت حاضرة إما كمشاركة أو كمستمعة وهذا مما لم يسبق لي رؤيته من قبل في مؤتمراتنا المحلية. كما أن التسهيلات المكانية من لوحات إرشادية وحاملات للكراسي المتحركة ومترجمين للغة الإشارة وأجهزة إرشادية ذكية وغيرها يضاف إلى ذلك التنظيم الجيد في التسجيل والاستقبال يدل على الحرفية المهنية لمنظمي هذا المؤتمر العالمي. إن ما نتطلع إليه والرياض تحتضن مؤتمرا علميا متخصصا في شهر ربيع المقبل -بإذن الله تعالى- لمناقشة قضايا الإعاقة وبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز نائب خادم الحرمين الشريفين والرئيس الفخري لمؤسسي جمعية الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة. أن يكون حجم التنظيم والتسهيلات بحجم هذا الحدث العالمي، وأن يبقى هذا الحدث في ذاكرتنا نتطلع لحدوثه عاما بعد عام، لتعكس اهتمام المملكة بقضايا فئة غالية على الجميع، ولتبين ما توصل إليه البحث العلمي في هذا المضمار.