اليوم أول أيام عيد الأضحى، ويُسميه بعض الأخوة العرب "العيد الكبير" يفرحُ فيهِ الناس لأنه ببساطة يوم عيد أيّاً كانت الطقوس وشكل الأفراح ولكن هناك من يمر عليه هذا اليوم بالذات وهو لا يعرف للعيدِ معنىً غير الاستمرار في أداء الواجب،الإمبراطور الياباني موتسو هيتو ( 1852- 1912) يصف الواجب بأنهُ أخفّ من ريشة، وأثقل من جبل وهي رؤية عميقة لمن أراد تقليبها من وجوهها المتعددة، والذي يخطر في ذهني هذا الصباح هُم رجال أمننا البواسل أولئك الذين يتحملون الآن في هذه اللحظة مسؤولية عظيمة لا يوجد لها مثيل إذ لا حج كما هو الحج إلى مكّة والمشاعر من حيث العدد والمساحة المُتاحة والزمن المحدود ونوعية الحُجّاج وطبوغرافيا الأرض واشتراطات أداء المناسك ونوعية أماكن الإيواء هذا غير الأخطار المتعددة المُمكن حدوثها دون توقع رغم كل الافتراضات فقد يهطل المطر بغزارة ويوقع الموتى والمصابين دون أن يكون في مقدور أي قوّة في الأرض منع حدوثه أو تأجيل المُناسبة وقد تشتعل النار لأي سبب وتحرق معها الأخضر واليابس وقد يحمل أحد الحجاج معه مرضاً مُعدياً فينقله لجمع غفير كانوا بأتم الصحة والعافية،وقد تتدافع الحشود في أي موقع فتسحق العجزة والأطفال والمتعبين من الترحال هذا غير أفعال المجرمين الذين لا يمكن معرفة نواياهم فيندسّ أحدهم ويفعل فعلته الإجرامية ويموت جرّاءها مئات الأبرياء . إذاً ما هي الحالات المشابهة لحج المسلمين إلى مكّة ؟؟ ومن ذا الذي يستطيع إدارة مثل هذه المناسبة بهذه المُعطيات بكفاءة ومقدرة غير ذوي الهمم العالية والخبرات المُتراكمة على مرّ السنين وما يصاحب ذلك من وقوعات وأحداث تهزّ أعصاب أعتى الرجال؟ فهنيئاً لكل من قام بواجبه في خدمة الحجيج وأخص بالتهنئة والإعجاب رجال الأمن في مختلف القطاعات والتخصصات وأقول قمتم بواجب يوازي ثقل جبل النور بروح تراه أخف من الريشة، أعرف أن عيد الأضحى يمر عليكم وأنتم لازلتم في المعمعة ولكن ما أجملهُ من عيدٍ ترونهُ في عيون البُسطاء من الحجاج الفرحين بإتمام نُسكهم. كل عيدٍ وأنتم الفخر، أنتم البسالة، أنتم العيد ذاته.