بعد أن اكتملت الاستعدادات ووضعت التجهيزات موضع التنفيذ ارتدت منى حلتها البيضاء لتعلن لضيوف الرحمن الذين لبوا النداء وقدموا إليها في يوم التروية اقتداء بسنة المصطفى صلى الله علية وسلم في حجة الوداع يوم قدم في اليوم العام العاشر من الهجرة في حجة الوداع ليوضح للمسلمين نسكهم ليسيروا عليها في كل عام ملبين نداء الحق في صفوف موحدة وبرداء واحد لا يتغير لونه بتغير الشخصيات فبياضه الناصع توافق مع بياض خيام منى التي ازدانت بحلتها البيضاء لتعلن للعالم نقاء وبياض قلوب المسلمين وتوحدهم في العبادات وان فرقتهم الخلافات. الجولة في منى في اليوم السابع من ذي الحجة لا تحمل مشاهدات عن استعدادات او تجهيزات لكنها حملت نتيجة واحدة صاغها كل مسوؤل في الدولة تمثلت في كلمة مرحبا بكم ضيوف الرحمن فما نحن سوى خدام لكم. حركة السير على مداخل منى اغلقت امام جميع السيارات لكنها فتحت خصيصا لحافلات نقل الحجاج حتى تتمكن من الوصول الى المخيمات دون اعاقة في السير ووصولهم بيسر وامان وسلامة واطمئنان. اما الشوارع والطرقات فزانت نظافتها لتوفر للحجيج بيئة نظيفة ونقية تمنحهم الفرصة للتجول ان ارادوا لنقل مشاهداتهم في اليوم الثامن من ذي الحجة فضاغطات النفايات انتشرت بالتقاطعات والشوارع الرئيسية لتؤكد للجميع ان النفايات يمكن التخلص منها سريعا ودون ان تنبعث روائحها او تتجمع على ققم فتنقل الامراض والاوبئة. وفي مقابل ذلك انتشرت عربات جمع النفايات الصغيرة الحجم الكبيرة السعة والتي صبغت بلون خاص يميزها ويبعد عنها أي حشرات طائرة من بعوض وخلافه. ورغم ان ضيوف الرحمن لم يبدؤوا في الوصول الى مشعر منى الا بعد صلاة الفجر من اليوم الثامن الا ان أمانة العاصمة المقدسة كانت أمينة في أعمالها وخدماتها اذ عملت على تنظيف الشوارع ورش المبيدات. والاتصالات الهاتفية سواء كانت ثابتة او متنقلة لم تكن هي الاخرى بعيدة عن الاهتمام فقد انتشرت الكبائن في أكثر من موقع مما يوفر للحجاج سرعة الاتصال بذويهم عبر هذه الكبائن ارضيا او جويا عبر هواتف جوالة حرصت الاتصالات على توفير بطاقاتها وجعلها في متناول الجميع. وقبل الدخول الى أي من مخيمات الحجاج فان هناك طرقاً لابد للحافلات ان تسلكها هذه الطرق لم تكن ارضية فقط لكنها طرق مرتبطة بجسور وانفاق ابرزها واحدثها هذا العام نفق الهجرة الذي يشق ساحة جسر الجمرات باتجاهين متعاكسين من تحت ساحة الجسر وسيساهم هذا النفق في عزل حركة المشاة عن حركة السير مما يعني توفير حركة مرورية ميسرة حتى في ايام التشريق والتي عادة ما تشهد ازدحاما كبيرا بين المشاة والسيارات. وفي الدخول الى أي من مخيمات الحجاج سواء كانوا قادمين من اسيا او اوروبا او حتى من افريقيا واستراليا فان مخيماتهم موحدة بلونها الابيض وخدماتها الثابتة التي لا تتغير بتغير الاجناس او الالسن والكل في هذه الايام سواسية امام رب العباد ليس لأحد فضل على احد الا بالتقوى. بياض الخيام الخارجي وبرودتها الداخلية واضائتها الجيدة زادتها وسائل السلامة امانا واستقرارا لكل من استظل تحت ظلها رافعا يديه للسماء داعيا ربه بالغفران. وتوفير السلامة في المخيمات وفي مقابل توفير الخدمات منح ضيوف الرحمن الراحة النفسية والاطمئنان فشعروا انهم يعيشون داخل قصور ازدانت جدرانها بالجواهر. وجواهر مخيمات الحجاج بمنى تمثلت بالكوادر السعودية المؤهلة التي وقفت بشرف واقتدار لتقول للحجاج لبيك فنحن خدامك يا من لبيت النداء وتركت المال والاهل والولد وقدمت الى الله لا ترجو سوى الرحمة والغفران والقبول والثواب.