على غرار أغلب محلات بيع المجوهرات في باريس سعى صاحب محل "هاري ونستون" المتخصص في بيع المجوهرات الرفيعة في جادة الشانزيليزيه إلى عرض عينة في المحل من أفضل ما يملكه بمناسبة الاستعداد لأعياد كثيرة منها عيد الأضحى وعيد الميلاد المسيحي وعيد رأس السنة الميلادية. وقد اعتاد كثير من الأثرياء زيارته في شهر ديسمبر كل عام لشراء هدايا. ولكن ثلاثة أشخاص ملثمين اقتحموا مساء الخميس المحل وسطوا على أغلب قطع العينة المعروضة فيه. وقدرت كلفة المجوهرات المسروقة بين خمسين وثمانين مليون يورو. وبذلك حطم الرقم القياسي الذي بلغته عملية سطو مماثلة طالت المحل ذاته في السادس من شهر ديسمبر من العام الماضي وقدرت بعشرة ملايين يوررو. والحقيقة أن المتخصصين في عمليات السطو على المجوهرات الراقية أصبحوا يلمون إلماما جيدا بتقاليد عمليات شراء المجوهرات وبيعها في جادة الشانزيليزيه ومنها مثلا أن من زبائن محلاتها كثيرا من الموسرين العرب وكثيرا من مشاهير السينما والفن. ولذلك فإن اثنين منهم أي من المتخصصين في السطو على المجوهرات الراقية تنكرا يوم الواحد والعشرين من شهر نوفمبر الماضي في زي رجل وامراة قالا إنهما من قطر ودخلا محلا يقع هو الآخر في جادة الشانزيليزيه وطلبا فحص خاتم مرصع بالألماس تبلغ قيمته ست مائة وخمسة وثلاثين ألف يورو. وبسرعة عجيبة تذكر بسرعة حركات السحرة والبهلوانات أحاطت المرأة بأحد أصابعها الخاتم الذي كان معروضا في المحل وسلمت صاحب المحل نسحة مزيفة منه. وثمة اليوم قناعة لدى صاحب المحل الذي زاره اللصوص الثلاثة يوم الخميس الماضي بأنه من الصعب عليه العثور على كنزه المسورق وأن عزاءه الوحيد ربما يتمثل في زبائنه الحقيقيين الذين لايهمهم أحيانا كثيرة أن يساوموا أسعار ما يشترون من هذا المحل بقدر مايهمهم إسعاد أشخاص قريبين إلى قلوبهم. بقي القول إن من زوار المحل الذي زاره اللصوص الثلاثة قبل يومين شاه إيران السابق وجاكي كيندي التي باعته ألماسة كان أرسطو أونازيس الملياردير اليوناني وزوجها الثاني قد أهداها إياها عند زواجه منها.