من المعروف أن بدايات دخول جهاز التلفاز في بيوتنا كانت مصحوبة بقلة الفهم العلمي والإدراك لكيفية التعامل الأمثل مع هذا الجهاز من خلال التعرف على فوائده وأضراره (الفكرية والصحية) واكتساب فوائده وتجنب أضراره مما نتج عنه الكثير من الأضرار ومنها ما يهمنا في مقالنا هذا أضراره على صحة العيون والرؤية،والذي لا يستقيم الآن في ظل انتشار العلم ووجود أجيال متعلمة وانحسار الأمية بفضل الله في مجتمعنا أن يتكرر هذا السيناريو مع دخول أجهزة الحواسيب والبلاي ستيشن علينا، ولقد قام العلماء بمسؤوليتهم على إجراء دراسات وأبحاث عريضة للوقوف على أنواع الأشعة الضوئية (الفوق البنفسجية والتحت الحمراء وغيرها) وتأثير المجال الكهرومغناطيسي على الجسم عموما وعلى العيون خصوصا والأضرار الناجمة عن مشاهدة التلفاز واستخدام الحواسيب والبلاي ستيشن لمدة طويلة، خلصوا إلى الكثير من الإرشادات والاحتياطات الواجب مراعاتها عند مشاهدة التلفاز واستخدام الحواسيب والبلاي ستيشن واضطلاع بالدور المناط بنا سوف أوضح أهم تلك الأضرار والمضاعفات والاحتياطات الواجب مراعاتها أثناء مشاهدة التلفاز واستخدام الحواسيب والبلاي ستيشن فيما يلي: الأضرار والمضاعفات: 1) المعاناة من قصر النظر المؤقت والمتمثل في عدم القدرة على رؤية الأشياء بوضوح لبضع دقائق بعد مشاهدة التلفاز أو استخدام الحاسب الآلي والبلاي ستيشن.كما ألاحظ في الحالات المرضية المراجعة للعيادة انتشار قصر النظر لدى الأطفال والصبية الذين يعيشون في بيئات مغلقة (شقق -منازل) ويكثرون مشاهدة التلفاز واستخدام الحاسب الآلي والبلاي ستيشن وطول النظر لدى الذين يعيشون في بيئات مفتوحة (مثل أهل البادية). 2) التعرض لإجهاد العيون : رفّة واسمرار في الأجفان وتعب وثقل في الجبهة وصداع في الرأس. 3) الرؤية الضبابية أو المزدوجة. 4) حساسية زائدة تجاه الضوء واحمرار بالملتحمة. 5) جفاف العين (القرنية) وخصوصا مستخدمي العدسات اللاصقة. 6) حدوث بعض التغيرات الفيزيائية بالعدسة البلورية للعين وهذا ينتج عنه حدوث عتامة في العدسة (الماء البيض). 7) إظهار العيوب الانكسارية (ضعف النظر: قصر نظر بسيط - لا بؤرية بسيطة) والتي كانت العينان تتكاتفان لتغطية هذه العيوب. أهم الاحتياطات الواجب مراعاتها: أولا - المسافة لمشاهدة التلفاز واستخدام الحاسب الآلي والبلاي ستيشن: يجب أن تكون المسافة بين المشاهد وجهاز التلفاز مناسبة لمساحة شاشة التلفاز وهناك علاقة طردية بين المسافة التي يجلس عليها المشاهد ومساحة الشاشة فكلما زادت مساحة شاشة التلفاز فانه يراعى أن تزيد أيضا المسافة التي يجلس عليها المشاهد والمعروف علميا أن المسافة المناسبة لجلوس المشاهد أمام التلفاز تعادل خمسة أضعاف قطر الشاشة فمثلا إذا كان قطر الشاشة 20بوصة (50سم) فان المسافة الملائمة تكون حوالي (5و2م) وهكذا أما بالنسبة للحاسب الآلي فيجب وضع الأجهزة الحاسوبية التي يعملون عليها بحيث يكون مركز الشاشة على بعد 10سم 23سم تحت مستوى العينين وأبعد قليلا من المسافة التي تفصل العينين والكتاب عند القراءة ( 45سم 60سم) ثانيا - الإضاءة أثناء مشاهدة التلفاز أو استخدام الحاسب الآلي: يجب إضاءة الغرفة أثناء مشاهدة التلفاز أو استخدام الحاسب الآلي أو على الأقل إضاءة ركن الغرفة الموجود به التلفاز أو الحاسب الآلي حتى لا يحدث تباين بين الضوء الصادر من شاشة التلفاز أو الحاسب والغرفة المظلمة تماما فيؤدي ذلك إلى حدوث إجهاد شديد للعينين وهي من الأخطاء الشائعة. ومن المستحسن ضبط الإضاءة على شاشة التلفاز أو الحاسب حتى لا يكون هناك تباين واضح بين الأجزاء المضيئة والأجزاء المظلمة من الصورة. مع ضرورة تقليل الأضواء الساطعة الواقعة مباشرة على الشاشات من خلال وضع الشاشة في زاوية قائمة مع أي نافذة مع التأكد من عدم وجود أضواء منعكسة على الشاشات من لمبات الإضاءة. ثالثا - يراعى أخذ قسط من الوقت لراحة العينين لمدة 5دقائق لمشاهدة منظر مفتوح كالمشاهدة من نافذة المنزل كل ساعة مشاهدة تلفاز أو استخدام حاسب آلي أو 10دقائق كل ساعتين. رابعا - ننصح المشاهد أن يتجنب مشاهدة التلفاز وهو مضطجع أو راقد على بطنه أو على ظهره وكذلك الانتباه لشاشات العرض بالسيارات لقصر مسافات المشاهدة والوضعية غير التوازية مع مستوى النظر لأن ذلك يؤدي إلى إجهاد شديد بالعينين والشعور بالإرهاق. خامسا - يجب أن يراعي مشاهدو التلفاز ومستخدمو الحاسب الآلي استعمال نظارات واقية لحماية العينين من إشعاعات الشاشات وهي عبارة عن نظارات عليها طبقة تسمى (الطبقة المضادة والعاكسة للأشعة الضارة ANTIREFLEX). سادسا - تزداد تلك الأعراض سواء مع المشاهدة والاستخدام بدون ضبط للصورة أو إعدادات الشاشة على الوضع الطبيعي الذى يراعي ضبط صورة التلفاز وسطوع وتباين شاشة الحاسب ضبطا دقيقا لرؤية مريحة. سابعا - ننصح الآباء والأمهات بضرورة تنبيه الأطفال والمراهقين بعدم قضاء ساعات طويلة أمام أجهزة التلفاز أو الحاسب الآلي أو البلاي ستيشن لأن ذلك يحمل أضرار بالغة بصحتهم ليس فقط بالعينين ولكن أيضا تحمل تأثيرا خطيرا بالقلب والجهاز الدوري والجهاز العصبي بالإضافة إلى الآثار النفسية السيئة التي تتركها هذه الألعاب عليهم. @ عضو الجمعية السعودية للبصريات وعلوم الرؤية