تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية يوم امس فعاليات أعمال مؤتمر مكةالمكرمة التاسع الذي تعقده رابطة العالم الإسلامي بعنوان (التعريف بالإسلام في البلدان غير الإسلامية.. الواقع والمأمول) خلال الفترة من الثاني حتى الرابع من شهر ذي الحجة الحالي بمقر رابطة العالم الإسلامي بأم الجود بمكةالمكرمة بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين وأساتذة الجامعات الإسلامية. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الرابطة معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ومساعد الأمين العام للرابطة الشيخ محمد بن ناصر العبود وعدد من المسئولين. وفور وصول سموه بدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. ثم ألقى رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور أحمد بن نافع المورعي كلمة اللجنة العلمية أكد فيها أن اختيار الرابطة لموضوع المؤتمر جاء في وقت يتطلع فيه العالم للتعرف على الإسلام ومبادئه وقيمه بعد أن شن عليه أعداؤه حملات ضده مشيرا إلى أن المؤتمر سوف يستعرض أهم المناشط للتعريف بالإسلام في بلاد غير المسلمين والوقوف على التجارب العلمية والعملية المتعلقة بالتعريف بالإسلام من خلال 3محاور تتعلق بالجهود المبذولة للتعريف بالإسلام والتحديات والمعوقات التي تواجه التعريف بالإسلام بالإضافة إلى المستقبل المأمول للتعريف بالإسلام مبينا أن المؤتمر يهدف إلى تبادل الرؤى والأفكار بين العلماء المهتمين بالتعريف بالإسلام واستخلاص الدروس والعبر وتبادل الخبرات في مجال التعريف بالإسلام وإيجاد حلول للمشكلات والصعوبات التي تواجه القائمين بالتعريف بالإسلام علاوة على محاولة الوصول إلى أفضل المناهج وأنسب الوسائل العصرية للتعريف بالإسلام. وتمنى أن يخرج المؤتمر بأسس واضحة ومنهج متكامل لقضية التعريف بالإسلام خاصة وأنه يأتي في أعقاب مؤتمري حواري بمكةالمكرمةومدريد اللذين يمثلان جانبا مهما في جوانب التعريف بالإسلام. عقب ذلك ألقى وكيل الأزهر سابقا الدكتور عمر الدين محمد محمود كلمة المشاركين رفعوا فيها شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله على رعايته لهذا المؤتمر كما أجزلوا الشكر والامتنان لحكومة وشعب المملكة العربية السعودية على رعايتهم وخدمتهم لحجاج بيت الله الحرام مؤكدين على أهمية هذا المؤتمر وما يتناوله من موضوعات هامة للتعريف بالإسلام وسماحته وعدله لدى الدول غير الإسلامية. وشددوا على أهمية مواجهة التحديات والأخطار التي تواجه الأمة الإسلامية وتداهمها لافتين النظر إلى ضرورة اجتماع عام يحدد فيه مواقف المسلمين التي تقي العالم شر ذلك الطيش الذي يقضي على الأمن والسلامة ويلتهم الفضائل. إثر ذلك ألقى معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي كلمة قال فيها : "إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن تلتقي في مثل هذه الأيام المباركة من كل عام نخبة من أولي العلم والبحث في الشأن الإسلامي لتدارس موضوع من الموضوعات المهمة تختاره الرابطة ليكون عنوانا لمؤتمر مكةالمكرمة مشيرا إلى أن البحث في مسألة التعريف بالإسلام بحث له صلة مباشرة بصفة من أهم صفات هذا الدين الحنيف الخاتم وهي صفة العالمية مؤكدا ان الرسالة الإسلامية مسؤوليتها على جميع المسلمين وكل إنسان مسلم عليه واجب فيما يتعلق بالاهتمام بدينه والتعاون مع الناس الذين لهم علاقة بموضوع التعريف بالإسلام في غير الدول الإسلامية". وأضاف قائلاً: "إن الرابطة تهتم بالقضايا الأساسية والكبرى التي تهم المسلمين وان موضوع المؤتمر موضوع مهم مشيرا إلى أن الرابطة أجرت اتصالاتها مع عدد من الباحثين والمهتمين بهذه القضايا المتعلقة بالتعريف بالإسلام للمشاركة في هذا المؤتمر مؤكدا أن عملية التعريف بالإسلام عملية مستمرة وليست متوقفة على عقد مؤتمر أو على مناسبة من المناسبات مبينا ان الحملات الإعلامية على الإسلام هي جزء من منظومة مستمرة فيما يتعلق بالموقف من الإسلام وكل مؤسسة إسلامية عليها واجب في هذا الموضوع والرابطة من خلال وسائلها الإعلامية الموجودة فيها وتعاونها مع المؤسسات الإعلامية وكذلك تعاونها مع مؤسسات عديدة لبث رسالة إعلامية للرد على أي حدث يحصل مثل الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم فالرابطة تابعت الموضوع في مناطق عديدة وأنشأت مركزا متخصصا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم". وأشار الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن إنشاء قناة فضائية تهتم بالقضايا الإسلامية تدخل في اهتمامات الرابطة وإن ما يهم الرابطة هو إيجاد خطة واستراتيجية تتضامن كل الوسائل الإعلامية على تنفيذها. وأفاد أن الرابطة تسعى لعقد المؤتمر الثاني للإعلام الإسلامي والذي يجمع مختلف الإعلاميين الذين يعملون في المجال الإسلامي والمتعاونين معهم في البلدان غير الإسلامية. وشدد معاليه على أهمية إعداد وتدريب الدعاة بما يتلاءم مع المهمة التي يقوم بها الداعية في البلد الموجود فيه مبينا أن الرابطة لديها معهد متخصص في التدريب ويقوم في كل عام بتدريب مجموعة كبيرة من الدعاة من مختلف مناطق العالم لافتا معاليه النظر إلى أن كل مؤتمر تم عقده في السابق كان له موضوع معين حيث إن المؤتمر رسالة وقتية ونتائجها تختلف باختلاف موضوعها والرابطة تعممها على مختلف الجهات داخل المملكة وخارجها والرابطة هي أول الجهات التي تنفذ هذا الموضوع اذا كان يخصها. وأوضح أن هناك العديد من غير المسلمين قد كتبوا عن الإسلام وعرضوه على قومهم بالصورة التي يرونها ودخل في المناهج الدراسية في عدد غير قليل من الدول الغربية أما الجامعات فقد بدأ يدرس الإسلام في كبرياتها منذ عهد بعيد نسبيا إلا أن من الملاحظ أن الاهتمام بدراسة الإسلام في الجامعات الغربية ازداد في العقود الأخيرة زيادة واضحة مع ملاحظة أن الدراسات التي يقدمها غير المسلمين عن الإسلام تقوم في أكثرها على روح من الاستعلاء الثقافي والنظرة النقدية للتراث الإسلامي البعيدة عن البحث الحر النزيه فعرضت الإسلام عرضا مزورا حتى القران الكريم لم تسلم ترجمة معانيه من التحريف المعنوي عمدا أو نتيجة الجهل باللغة العربية وأساليبها وكان ذلك أحد الأسباب التي جعلت العامة والبسطاء من الغربيين ينظرون إلى المسلمين نظرة فيها الكثير من الإجحاف والازدراء وجعلتهم يتخوفون من الإسلام مشيرا إلى أنه بذلك تبقى المسئولية على عاتق المسلمين في التعريف الصحيح بالإسلام في البلدان غير المسلمة وأعرب التركي عن أمله في أن يحقق المشاركون في المؤتمر النجاح في التأصيل لمسائل التعريف بالإسلام وبرامجه ليكون ذلك منهجاً للدعاة والمؤسسات والمراكز الإسلامية التي تعرف بالإسلام والحوار مع غير المسلمين وتوجها بخالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله على رعايته لهذا المؤتمر وغيرها من مناسبات الرابطة ومناشطها كما شكر سمو أمير منطقة مكةالمكرمة على افتتاحه للمؤتمر. عقب ذلك القى مفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ كلمة نوه فيها بما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين من جهود لخدمة المسلمين ونصرة قضاياهم في كل مكان وبما تقدمه من خدمات جليلة لضيوف الرحمن من اجل اداء مناسكهم بكل يسر وسهولة. كما اثنى على الدور الذي تقوم به رابطة العالم الاسلامي في نشر مبادئ الحوار داعيا الله العزيز القدير ان يوفق القائمين على الرابطة وان يخرج هذا المؤتمر بالتوصيات النافعة والمفيدة. إثر ذلك القى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة كلمة قال فيها: "يسعدني أن أرحب بجمعكم المبارك في مكة المباركة التي شرفها المولى عز وجل قبل نحو خمسين قرنا بأول بيت وضع للناس لعبادته وجعلها كلها حرما آمنا ومهوى أفئدة المسلمين وفيها بعث آخر الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه بآخر الرسالات الإلهية إلى الناس كافة ويعلي قيم الحق والعدل والمساواة بين بني الإنسان ويحررهم من ربقة العبودية إلا لله وحده الذي خلقهم للعبادة ولإعمار الأرض على منهج الله وشريعته". وأضاف قائلاً: "وقد حمل رسولنا الكريم الرسالة وأدى الأمانة وتركنا مع الكتاب والسنة على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك من المفرطين والمفرَطين الذين يحاولون جهلا أو عمدا الانحراف بالإسلام عن منهج الوسط العدل وأناط الإسلام أمانة الحفاظ على هذا المنهج بالراسخين في العلم من العلماء الأجلاء".وبيَّن سموه أن المملكة العربية السعودية تبقى منذ وحدها الملك عبد العزيز يرحمه الله على شريعة الإسلام تضع على رأس اهتمامها التطوير الدائب للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وتيسير الرحلة المقدسة لملايين الحجاج والمعتمرين كما تتبنى مسؤوليتها في خدمة الدعوة الإسلامية والتآزر مع الأشقاء في دول العالم الإسلامي وتعمل على توحيد الصف واجتماع فقهاء الأمة الإسلامية وعلمائها ومفكريها لمناقشة قضاياها وطرح الحلول لعلاجها وإزالة مساحات الخلاف بالحوار المباشر ما حدا بالملك المؤسس أن يدعو لمؤتمر يعقد سنويا في موسم الحج لهذا الغرض فكانت الدورة الأولى لمؤتمركم هذا قبل أكثر من 80عاما ومن ثماره جاءت رابطة العالم الإسلامي تواصل مشكورة هذا التوجه بتنظيم المؤتمر. وأفاد أنه في السياق ذاته جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لعقد الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين الذي نظمته الرابطة حيث أشار في كلمته الافتتاحية إلى التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية لتداعي أعدائها عليها من الداخل والخارج بهدف تشويه سماحة الإسلام وعدله وغاياته السامية داعيا الأمة إلى مواجهة الانغلاق والجهل وضيق الأفق والخروج إلى العالم بخطاب موحد يشرح حقائق الإسلام ويحاور أتباع الرسالات من خلال القيم المشتركة ولأجل هذا انتقل الحوار الإسلامي البيني للحوار مع الآخر في مدريد ثم كانت دعوته يحفظه الله من خلال الأممالمتحدة إلى مؤتمر عالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات الذي حضره الكثير من قادة دول العالم ومفكريه وأسفر عن تقدير الآخر لدعوة الإسلام إلى الحوار وتفهمه لماهية الإسلام وما فيه من مبادئ تعين على حل مشاكل البشرية. وأكد سمو أمير منطقة مكةالمكرمة أن المملكة العربية السعودية نجحت ولله الحمد في مواجهة جرائم الإرهاب بالاستباقات الأمنية المتلاحقة ولا تزال ماضية في مواجهة الفكر المنحرف الذي يفرخ ذلك الداء الوبال ويهدد أمن المجتمعات وأمنها كما يعطي الفرصة الذهبية للمتربصين كي يتمادوا في تشويه صورة الإسلام والمسلمين في عيون العالم مما يقتضي وقفة إسلامية جماعية لمحاربته ولا شك أن هذا المؤتمر يأتي على راس اهتمامكم لافتا النظر إلى أن الرابطة أحسنت الاختيار لموضوع المؤتمر للتعريف بالإسلام في البلاد غير الإسلامية الواقع والمأمول واستقطابها لهذه القامات الفكرية الإسلامية من أجل بحث الجهود المبذولة في هذا الصدد والمعوقات التي تواجه حركة الترعيف وطرح الرؤى الكفيلة بتصحيح صورة الإسلام المفترى عليه من بعض أبنائه واعتماد الحوار مع مختلف الملل والثقافات ومجادلتهم بالتي هي أحسن امتثالا لأمر الحق تبارك وتعالى واقتداء بفعل رسولنا صلى الله عليه وسلم.وأفاد سموه أنه من المؤكد أننا سنجد مشتركات كثيرة تجمعنا ولا بأس أن يبقى شيء من الخلاف والخصوصية دون أن يرتب بغضاء أو شحناء بين الناس مشيرا إلى أن الأمة تتطلع إلى المؤتمر بكثير من التفاؤل والأمل في تفعيل حركة التعريف بالإسلام في غير مواطنه وإزالة التشويهات التي لحقت به ظلما وبهتانا. عقب ذلك سلم سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الهدايا التذكارية للمشاركين في المؤتمر كما تسلم سموه هدية تذكارية من معالي أمين عام الرابطة بهذه المناسبة .