رافقت شجرة الزيتون الإنسان منذ أن خلق، فلقد اكتشف الجيولوجيون وعلماء الآثار بقايا أشجار وحبوب زيتون، وتعود إلى المرحلة التي بدأ فيها الإنسان يصقل الحجر ويبني الأكواخ ويزرع الأرض. ويقال إن البابليون هم أول من زرع شجرة الزيتون بشكلها الحالي عن طريق التطعيم، وفي الإسلام زيت الزيتون يمثل نعمة من الله وذكر في قوله تعالى: (الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار...) سورة النور الآية (53). وذكر في كافة الأديان الأخرى والحضارات القديمة فأصبحت شجرة الزيتون رمزاً للسلام، واليونانيون جعلوها رمزاً للقوة والعظمة والحكمة والنصر، في حين جعلها المسيحيين رمزاً للدين والآلام لأن السيد المسيح تألم على جبل الزيتون وأخيراً جعلت رمزاً للصحة والطعام اللذيذ، ولقد تضاعفت الدراسات على منافع زيت الزيتون منذ عدة عقود لأن الطلب والبحث عنه ازداد والدول الغربية المنتجة له (إيطاليا، فرنسا، اسبانيا، اليونان) تبذل جهوداً لكي يكون هذا الزيت أشهى وألذ وأصفى، وكذلك بسبب أنه يقدم الغذاء الشافي. يبلغ عدد أنواع أشجار الزيتون حوالي مائة وخمسين نوعاً، ويتراوح ارتفاعها بين خمسة أمتار واثني عشر متراً، وهي تحتاج إلى مناخ معتدل في فصل الشتاء وجاف في الصيف، وإلى كمية كبيرة من الأمطار في فصلي الخريف والربيع، وهي ظروف مناخية لا تتوفر إلا في محيط البحر المتوسط وتتمتع شجرة الزيتون بأوراق دائمة الخضرة، تتجدد كل ثلاث سنوات وهي تنمو ببطء وكأنها تستخلص فوائد الأرض على مهل وبتركيز. فكرة المهرجان.. انبثقت فكرة إقامة مهرجان سنوي للزيتون منذ اجتماع صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف بطلبة المدارس قبل عامين، حيث وجه سموه بإقامة مهرجان سنوي يستثمر ما تتميز به المنطقة ومنذ ذلك الوقت تم البدء بتداول الأفكار وبدء البحث والدراسة لأجل تفعيل هذه الفكرة. وجاءت الفكرة بعد دراسة كاملة من قبل لجنة مكونة من سمو الأمير ليتم بعد الدراسة الكاملة عرض الفكرة على أمير المنطقة الذي حث الجميع على سرعة البدء بإقامة مهرجان الزيتون الأولى بالجوف والذي سوف يستمر لسنوات قادمة بإذن الله ثم اعتمد سموه شعار المهرجان الذي كان يجمع بين البساطة والإبداع وجاءت الفكرة لتعالج تسويق الزيتون ومنتجاته ودعم مزارعي المنطقة ومعالجة مشكلاتهم فيما يخص منتجات ومشتقات وزراعة الزيتون.. ويبلغ عدد أشجار الزيتون هذا العام ما يقارب 31 مليون شجرة منتشرة بجميع مزارع منطقة الجوف..