واصلت الفرق الخاصة الهندية الجمعة مطاردة متطرفين مسلحين متحصنين في مومباي بعد يومين من هجمات استثنائية رافقها احتجاز رهائن خلفت 155قتيلا و 327جريحاً واغرقت العاصمة الاقتصادية للهند في حالة من الفوضى. وتحاول فرق الكوماندز الهندية استعادة السيطرة على الوضع الذي لا يزال غامضا على الرغم من إعلان الشرطة نهاية العمليات في فندق اوبيروي/ترايدنت احد الفندقين الفخمين اللذين تعرضا لهجمات الاربعاء بالتوازي مع فندق تاج محل. ولا يزال يسمع تبادل كثيف لاطلاق النار الجمعة على مشارف تاج محل حيث لا يزال مسلح، أو اكثر، متحصناً. وتم إنزال كوماندوز من القوات الخاصة بمروحية على المركز اليهودي في مومباي الذي كان بين اهداف المهاجمين، في محاولة لاخراج مسلحين لا يزالون يحتجزون رهائن، منه. وتأكد مقتل ما لا يقل عن 17من الرعايا الاجانب في الهجمات. وأكدت وزارة الخارجية الاميركية مقتل اميركيين اثنين في الاعتداءات. كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الجمعة في بيان مقتل فرنسيين اثنين. وقتل خمسة رهائن اسرائيليين تم احتجازهم في مركز ثقافي يهودي في مومباي كما صرح دبلوماسي من سفارة اسرائيل في الهند الجمعة بينهم حاخام أمريكي وزوجته. وقتلت ايضا رهينة من سنغافورة تدعى لو هويي ين ( 28عاما)، كما افاد مصدر دبلوماسي. وأكدت وزارة الخارجية البريطانية مقتل بريطاني الخميس، لكن المتحدث باسم الخارجية رفض اعطاء اي رقم عن عدد الجرحى بين الرعايا البريطانيين. وفي طوكيو، اعلنت شركة "ميتسوي ماروبيني" للغاز المسال مقتل احد موظفيها اليابانيين ويدعى هيساشي تسودا ( 38عاما). من جهتها، أكدت متحدثة باسم الخارجية الالمانية الخميس مقتل احد الرعايا الالمان مشيرة الى ان آخرين جرحوا. وبين القتلى الاجانب ايضا مواطن ايطالي يدعى انطونيو دي لورنزوا كما ذكرت وزارة الخارجية. الى ذلك قتل استراليان في الهجمات، احدهما يدعى دوغ ماركل ( 71عاما) وهو نائب سابق عن منطقة سيدني بحسب مالكولم ترنبل رئيس الحزب الليبرالي الاسترالي المعارض. وقبل ذلك اعلنت السلطات الاسترالية مقتل استرالي آخر يدعى بريت تايلور ( 49عاما). وأخيراً قتل كندي في الاعتداءات كما أكد وزير الخارجية الكندي لورانس كانون. واتهمت الهند للمرة الأولى بشكل مباشر جارتها باكستان بالوقوف وراء هذه الهجمات المنسقة التي اعدت بعناية فائقة وزرعت الفوضى في مومباي التي يقطنها 13مليون ساكن اثر مهاجمة عشرة اهداف. ونفت باكستان بشدة هذه التهمة. وأشار وزيرا الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند والفرنسي برنار كوشنير الى احتمال ضلوع "القاعدة" في الاعتداء. واستهدفت الهجمات التي تبناها تنظيم متطرف مجهول يقول انه يدافع عن مسلمي الهند، بشكل خاص الاجانب، وتحديدا الزبائن الاميركيين والبريطانيين للفندقين اللذين يعدان من رموز الثروة في مومباي. غير ان المتطرفين المسلحين ببنادق آلية وقنابل يدوية، استهدفوا ايضا اهدافا هندية مثل محطة النقل المركزية بمومباي حيث قتل 50شخصا. وسجلت كاميرات المراقبة في المحطة صورا للمعتدين اظهرت وجوها شابة وهادئة. كما تمت مهاجمة مستشفى يستقبل النساء والاطفال الفقراء. وفي فندقي تاج محل واوبيروي/ترايدنت واصلت فرق الكوماندوز الجمعة عملية تفتيشها الدقيقة عبر تفتيش مئات الغرف واحدة واحدة في مسعى لاخراج المسلحين منها. وقال ار ار باتيل نائب رئيس وزراء ولاية ماهاراشترا ان تسعة من المهاجمين قتلوا خلال العمليات في حين تم توقيف عاشر. واعلنت الشرطة انها عثرت في فندق اوبيروي/ترايدنت حيث تم تحرير 93رهينة صباح الجمعة، على 24جثة مؤكدة ان العمليات انتهت. في هذه الأثناء، شن الجيش الهندي هجوما بالقنابل اليدوية في تاج محل لاخراج متطرف واحد على الاقل لا يزال متحصنا فيه. وكانت الشرطة أعلنت في وقت سابق انها عثرت في الفندق على متفجرات كان من شأنها ان تتسبب في "أضرار بالغة". وروى رهائن محررون وايضا عناصر من الشرطة والجيش الهنديين، مشاهد رعب عاشوها داخل الفندقين تظهر مدى تصميم المهاجمين. وقال جندي من فرق كومنوز البحرية "إنهم بلا رحمة ويطلقون النار على كل من يعترض سبيلهم"، مضيفاً "هناك دماء في كل مكان" و"الجثث متناثرة هنا وهناك". وتبنى هذه الهجمات غير المسبوقة على العاصمة الاقتصادية للقوة الاقتصادية العاشرة في العالم، تنظيم يطلق على نفسه "مجاهدي ديكان" في استعارة لاسم هضبة تغطي وسط الهند وجنوبه.