فاصلة: "ينبغي أن نتعلم من الحياة كيف نتحمل الحياة" - حكمة عالمية - * اخطر ما في الحياة الافكار.. نعم الافكار التي تحوم في رؤوسنا فتنتج سلوكنا.. تخيل كيف ان تفاصيل حياتك قائمة على مجموعة من الافكار التي انت مؤمن بصحتها وعلى يقين بفائدتها، لكن ماذا لو ان فكرة أو اخرى من افكارك هي خاطئة وتضر بحياتك؟ الكارثة ان البعض لا يعترف حتى امام نفسه بخطأ افكاره وهذه بالفعل تتضح في اولئك الذين يلقون بأنفسهم إلى التهلكة.. في رأيي انه لا شيء يثبت صحة آرائي ولا افكاري فالعالم يتجدد وافكاري كذلك تتجدد فإذا انفتحت باتجاه الجديد استطعت ان احدث افكاري.. بالطبع اتحدث هنا عن الافكار التي نترجمها إلى سلوك في حياتنا اليومية والقيم التي نكتسبها من اسرتنا دون ان نعرضها حتى على العقل اذا كبرنا، ولا اتعرض هنا للقيم الدينية فهي دستور رباني غير قابل للنقاش. دعوني اعطيكم بعض الامثلة على خطورة اقتناعنا بفكرة من الممكن ألا تكون صحيحة.. تقابل شابا يعمل في مجال مختلف عن تخصصه فاذا سألته عن مستقبله اخبرك بأن "الواسطة" فوق كل شيء وانه منساق إلى قدره.. بالرغم من انتشار "الواسطة" الا ان اقتناعي بأنها تتحكم في مستقبلي فكرة خاطئة وأولئك الذين نجحت "الواسطة" في تسهيل امور حياتهم لم تتم لولا ارادة الله الذي اذا شاء كتب لي ما اريد دون "الواسطة". لنفترض ان فكرة سيطرت عليك مؤداها أن صديقك يكذب عليك في موقف ما سوف تترجم الفكرة أولاً إلى شعور ربما حزن أو ضيق أو إحباط، ثم لا بد من أن يتبعها سلوك وهو في الغالب سلبي نتيجة لسلبية الفكرة فتجد نفسك إما تتجاهل اتصاله أو لا تقم بزيارته إذا مرض وهكذا قس على ذلك كل السلوكيات التي تزعجك لئن فكرت فيها فمردها فكرة مزعجة. بعضهم يخبرك بقواعد يتبعها في حياته ناتجة عن فكرة معينة ولو سألته عن جدواها لما عرف فقط هو اعتادها ولذلك هو مقتنع بها، إن تغيير أفكارنا ليس بمستحيل بل إن في ذلك تسييرا لكثير من الامور في حياتنا. مشكلة البعض انه لا يناقش حتى أفكاره، يرثها لأنها سائدة ويقتنع أنها صحيحة لمجرد استمراريتها، ربما لو فكر قليلا في أفكاره لتغيرت حياته إلى الايجابية.. ما أجمل أن نناقش أفكارنا ونغيرها لتتغير حياتنا.