(بعض الكتابات النسائية "بشعة" درامياً)! لو قالت هذا الكلام امرأة فستحظى بكل صنوف التهم من ألسنة تاء التأنيث "ليس أولها أن المرأة عدوة للمرأة على طول الخط.. وليس آخرها القذف بتهم الغيرة والحسد والحقد وغيرها مما تعرفون ومما لا تعرفون"! لكن قائلها الفنان "سمير الناصر" أعلنها في لقاء صحفي معه قبل أيام.. ولم أقرأ أن إحداهن ردت عليه بتصريح لاهب، ولا قذفته بمقالة ملغومة.. نقده نشر وعبر بسلام! نقد المرأة للمرأة محفوف بحساسيات مفرطة في تشعباتها لذا تغضب المرأة من نقد أترابها أكثر مما تغضب من نقد الرجل لها! لا أحب الإجابة المفترضة بأن شعور المرأة بالنقص تجاه الرجل يجعلها تفترض أنه أكثر اطلاعاً منها وأكثر معرفة لذا فهو على حق في معظم ما يقوله! هذا افتراض لا أعترف به شخصياً. لذا سأتحدث بوجه عام عن ردة فعل المرأة تجاه النقد الموجه لأعمالها الإبداعية على اختلاف أنواعها. من المهم جداً أن تنظر كل امرأة منا للنقد الموجه لها - مهما كان مصدره - على أنه "هبة قيّمة" وجهها الناقد/ الناقدة - لعملها.. في كل نقد أو نصيحة هناك جوانب ايجابية عليها أن تستقر في نفوسنا، ألم يقل أحد الحكماء "كثير من الناس يتلقون النصائح ولكن الحكماء فقط يستفيدون منها"؟ الاستفادة من النصائح والنقد موهبة تحتاج منا إلى أن نستمع ونحاكم ما سمعناه بيننا وبين أنفسنا لنأخذ خلاصته ونستفيد منه في عملنا القادم.. حتى لو قيل لنا بأسلوب فيه من الصراحة ما يثير غضبنا! فالحقيقة جارحة أحياناً لأنها صادقة، والصدق صادم لأنه عملة نادرة! تحضرني هنا كلمات كتبها "اوسكار وايلد" في قصته "أبو الهول بلا أسرار" يتحدث عن زميله ( كنا نعتقد انه سيكون أفضل الزملاء لو تخلى عن عادته بقول الحقيقة دائماً لكنني أظن أننا في الواقع كنا نعجب به أكثر بسبب صراحته )! جميل أن يتعالى وعينا فوق عبارات المجاملة الساذجة والتصفيق المؤقت لأنهما تضليل و"مسح جوخ" لن يفيد في تطوير أعمالنا.. المجاملة التي تقال في وجوهنا مغلفة بابتسامات قد ترضي غرورنا اليوم لكنها قد تبكينا غداً حين نكرر أخطاءنا ويصبح عملنا خطوة للوراء بدل أن يكون للأمام. نحن في مرحلة مجتمعية تسعى للتطور وتحتاج إلى المصارحة، وأي عمل يُقدم في هذه المرحلة إنما هو حجر أساس في صرح المستقبل، لذا يجب أن يكون جيداً كي يعطي للصرح متانة وروعة.. من الحمق أن نعتقد أن النضج سنناله من أول عمل ولا ثان ولا حتى ثالث عمل، النضج نصل إليه بتراكم التجارب وبتصحيح أخطاء ما سلف من أعمال لصالح ما سيأتي منها. لنتذكر دائماً أن حكيماً قال "لتجنب الانتقاد : لا تفعل شيئاً، لا تقل شيئاً، لا تكن شيئاً". ونحن معشر النساء نحاول أن نفعل وأن نكون أكثر من شيء، لذا علينا أن نُحسن المحاولة حتى يصفق لنا العالم عن جدارة.