خسرت سوق الأسهم السعودية أمس 66نقطة، بنسبة 1.47في المائة، وأنهى المؤشر الرئيسي عند 4424، بعد الجلد المتتالي من قبل بعض كبار المضاربين، وبهذا تكون السوق واصلت خسائرها ليومين متتالين، وأربعة أيام خلال الأسبوع، وتذبذب المؤشر الرئيسي في نطاق 148نقطة، وبمبالغ في حدود 3.72مليار ريال، وغاب عن السوق أي محفز يشجع المتعاملين على الدخول إلى السوق. ويرجع بعض من المراقبين والمحللين السبب فيما يحث للسوق إلى العامل النفسي البحت، الناتج من انكماش ثقة المتعاملين والمستثمرين، بل ربما تدني هذه الثقة وصولا إلى مرحلة الصفر، أضف إلى هذا الأسباب الرئيسية التي باتت معروفة للجميع وغير الخافية على أحد. وحاليا تعيش السوق مرحلة تفريغ كميات من أسهم المضاربات التي تم شراؤها بأسعار متدنية عندما كانت السوق تهوي يوميا بنحو 300نقطة خلال يوم، كما أن وجود بعض المضاربين المحترفين، أولئك الذين يديرون محافظ تتجاوز قيمها 500مليون في السوق لهم نشاط في وصول السوق إلى ما هي عليه الآن، وقد استخدموا واستفادوا وخططوا تبعا للحالة النفسية لصغار المضاربين والمتعاملين، لعلمهم أنهم بالضغط على السوق بالعروض المكثفة بل وربما البيع بخسارة، سيعتقد صغار المتعاملين والمضاربين بأن هناك أسبابا جوهرية وراء هذا النزول فيصابون بالذعر والهلع، ومن ثم البيع، وبهذا يحقق كبار المضاربين مرادهم ويجنون أرباحا طائلة نتيجة مثل هذه الممارسات المحترفة. وفي نهاية جلسة التداول أمس أنهى المؤشر الرئيسي على 4424.23نقطة، فاقدا 66.23، بنسبة 1.47في المائة، في تعاملات اتسمت بالحيطة والحذر، تذبذب خلالها المؤشر الرئيسي في نطاق 148نقطة، هبوطا إلى 4384.28وصعودا إلى 4532.29نقطة. واتسم أداء السوق أمس بالحيطة أكثر من اللازم والحذر الذي وصل إلى مرحلة الهلع، مع أنه انخفضت أسعار 21شركة مساهمة سعودية دون مستوى القيمة الاسمية 10ريالات، ومع ذلك لا يرغب أحد الشراء حتى عند هذه الأسعار، بينما كانت تتم تغطية اكتتاباتها بأكثر من الضعف، إنه قانون العرض والطلب، وكذلك الحالة السيكولوجية للمتعاملين. لقد استجاب صغار المتعاملين في السوق لرغبة الهوامير، واستولى عليهم الخوف إلى حد الذعر بالبيع عند أي عمليات بيع من قبل هؤلاء الهوامير أو كبار المضاربين، ولأسباب غير مبررة أحيانا، وهذا ما جر السوق إلى ما هي عليه الآن والاستمرار في النزيف، بل والتدهور. ورغم التحسن الذي طرأ على الأسواق العالمية خلال اليومين الماضيين ويوم أمس، خاصة الأمريكية التي ارتفع مؤشرها الرئيسي "داو جونز" هامشيا بنسبة 0.43في المائة، وكذلك التحسن الطفيف في أسعار النفط عموما، إلا أن سوق الأسهم السعودية تجاهلت كل ذلك نتيجة الضغوط البيعية المدبرة على السوق. وجرت السوق المتراجعة معها 12من قطاعات السوق ال 15، كان من أكثرها تضررا مؤشرا قطاعي الاستثمار الصناعي والتأمين، فتراجع الأول بنسبة 3.28في المائة، بينما تراجع الثاني بنسبة 3.17في المائة. وطرأ انخفاض كبير على أبرز أربعة من مؤشرات أداء السوق، فنقصت كميات الأسهم المتبادلة إلى 198.75مليون سهم من 345.20مليونا أمس الأول؛ تقلص معها حجم المبالغ المدورة إلى 3.72مليارات ريال من 5.87مليارات؛ وجاء عدد الصفقات المنفذة عند 126.40ألفا انخفاضا من نحو 173.95ألفا، وكذلك نقص معدل الأسهم المرتفعة إلى 26.31في المائة من 37.50في المائة، ما يعني أن السوق كانت في حالة بيع محمومة، فقد شملت عمليات أمس أسهم 126من جميع الشركات ال 127المدرجة في السوق، ارتفع منها 25، انخفض 95، ولم يطرأ تغيير على أسهم ست شركات. تصدر المرتفعة كل من الأسمدة بنسبة 10في المائة، العثيم بنسبة 8.38في المائة، وفي المركز الثالث الهندية للتأمين بنسبة 5.85في المائة. وبين الخاسرة فقد سهم الكيميائية نسبة 9.84في المائة، فسهم اعمار الذي فقد نسبة 6.91في المائة، بينما تناول سهم السيارات عن نسبة 6.61في المائة.