هل هناك سر في حياتك تخفيه وتحرص على أن لا يكشفه أحد مهما كان.. هل لديك القدرة على الحفاظ على أسرارك دفينة ولا يمكن أن ترفع غطاءها.. هل تعرف أهمية الأسرار في حياتنا.. للأسرار قدسية وفلسفة ومذاهب.. للأسرار نكهة مختلفة وشعور لا يعدله أي شعور آخر.. هل جربت قلق الأسرار خشية أن تنكشف.. هل تعلم أن لكل منا أسراره الخاصة التي لا يعلمها أقرب المقربين له؟؟ استرخ لحظة.. وتذكر أسرارك الدفينة.. بماذا ستشعر؟!. أسرارنا هي مفاتيح شخصيتنا، وهي مصدر قوتنا وضعفنا.. (أضعف الناس من ضعف عن كتمان سره - الإمام علي بن أبي طالب).. هل أنت ضعيف في أسرارك، وهل أنت ممن يكشف بالنهار ما ستره الله بالليل؟ إن كتم السر اختبار نفسي صعب للغاية.. قلة قليلون الذين يستطيعون أن يحافظوا على أسرارهم بين جوانحهم وخلف جدار قلوبهم.. (سرك أسيرك فاذا تكلمت به صرت أسيره - الإمام علي بن أبي طالب).. فاحذر أن تكون أسير أسرارك.. أو أسيرا لمن استودعتهم تلك الأسرار.. حافظ على أسرارك فهي مملكتك التي تحكم بها كما تريد، وتتحكم بها كيف تشاء.. ولا يشاطرك فيها أحد مهما كان. للأسرار أهمية كبرى في حياتنا.. ولها خاصية فريدة لا تعادلها مشاعر أخرى، السر.. هو الغموض الذي نتوق لمعرفته، وأحيانا نخشى التعرف عليه، أو الاقتراب منه.. في الكون أسرار كثيرة.. إلهية وانسانية وبيئية.. لا يمكننا أن نكتشفها مهما بلغنا من العلم.. ولا نملك سوى الايمان بها.. وهناك أسرار في الطبيعة لا يمكن أن تصل الى معرفتها او اكتشاف حقيقتها.. هناك أسرار إلهية لا يعلمها إلا الله سبحانه.. تلك المرتبطة بالكون والانسان والمستقبل المجهول والدار الآخرة.. أسرار عجز العلم والتكنولوجيا والصناعة والكيمياء عن كشفها أو التعرف عليها.. أسرار تدل فقط على عظمة الخالق وقدرته وحكمته.. أسرار البحار والجبال وما فوق السماء وما تحت الأرض.. اسرار النفس والخلق والليل والنهار والموت والحياة وما تخفي الصدور.. وهناك أسرار بني البشر بأقوالهم أو افعالهم.. هناك سر لك وسر عليك.. يكون لك اذا ظل بقلبك وينقلب عليك اذا خرج عن صدرك (إذا ضاق صدرك بسرك.. فصدر غيرك به أضيق - لقمان الحكيم). هناك أسرار تخصنا وأسرار اؤتمنا عليها.. وهي أثقل في حفظها من تلك الأسرار التي تخصنا.. لأننا مؤتمنون عليها والتفريط بالأمانة من أسوأ الصفات المذمومة.. أما أسرارنا فاذا ضعفنا عن صيانتها والحفاظ عليها فذلك ضعف منا ونحن نتحمل عاقبة تصرفاتنا (اذا أفشيت سري إلى صديقي فأذاعه كان اللوم علي لا عليه، لأني كنت أحق بصيانته منه - عمرو بن العاص). هل فكرت بالاسرار.. هل تعمقت في البحث بداخلك.. هل راجعت مسيرة حياتك.. هل تتذكر أسراراً نسيتها.. هل تؤمن أن هناك أسراراً تظل تطاردنا طيلة حياتنا.. ولا بد أن نكشفها كي نشعر بالراحة لأنها ستظل تطاردنا كما الظل.. ترعب أيامنا وتقلق مشاعرنا وتربك كافة خطواتنا؟ هناك أسرار نظن أنها في غاية الخطورة مع أنها لا تؤدي الى أية ردة فعل حين يتم كشفها.. وهناك أسرار لا نعلم قيمتها حتى تنكشف.. وهناك أسرار تبقى مكتومة بداخلنا حتى آخر لحظة في حياتنا. لكل منا مستودع أسرار.. إما أن تكتمها بداخلك أو تفضي بها لأحد أصدقائك أو المقربين اليك.. هل تثق أن أسرارك التي لم تطق كتمها في قلبك ستكون في مأمن في صدر غيرك؟!. انتبه لأسرارك.. هي مفاتيح قوتك وضعفك.. وهي الخيط الرفيع الذي من الممكن أن تبقى قلقا بسببه طول حياتك.. ودمتم سالمين.