نجح فريق دولي من الأطباء في إجراء أول جراحة من نوعها في العالم حتى الآن واستطاعوا من خلالها إنقاذ حياة امرأة شابة كانت مريضة بالدرن. وأفاد باحثو مستشفى برشلونة الجامعي يوم الثلاثاء بأنهم نجحوا بمساعدة أطباء من دول أخرى في زراعة قطعة من قصبة هوائية من شخص في القصبة الهوائية لامرأة شابة بعد أن استزرعوا خلايا خاصة بالمرأة قبل الجراحة في هذه القطعة وذلك لضمان عدم قيام الجهاز المناعي للمرأة بلفظ الجسم الغريب عنها. وأشار الأطباء إلى أن المرأة الأسبانية كلوديا لورينا كاستيلو سانشيز غادرت المستشفى بعد الجراحة بعشرة أيام وتستطيع الآن صعود السلم والمشي لمسافة 500متر بدون استراحة والاعتناء بطفليها. كما أكد الأطباء أن المرأة المعنية لم تعد تعاني من أية مضاعفات للعملية وذلك بعد أربعة أشهر من إجرائها وأن الجسم المزروع بحالة طيبة. ونشر الباحثون تفاصيل العملية الجراحية يوم الثلاثاء على الموقع الالكتروني لدورية "لانسيت" العلمية البريطانية. وكانت السيدة سانشيز تعاني من مشاكل كبيرة في التنفس مما دفعها للتنقل على مدى سنوات بين الأطباء بحثا عن علاج قبل أن يكتشف أطباء المستشفى الجامعي في برشلونة أنها مصابة إصابة خطيرة بالدرن. وساءت حالة سانشيز ذات الأصل الكولومبي كثيرا في آذار (مارس) الماضي مما جعل التدخل الجراحي شيئا لا بديل عنه ولكن الخيار التقليدي كان يتمثل في استئصال الفص الأيسر للرئة بأكمله ولكن كان يعيب هذه الجراحة أنها ربما تسببت في قصر عمر المريضة وفي صعوبة حياتها بعد العملية. وكانت المحاولات السابقة لنقل قطعة من القصبة الهوائية قد فشلت بسبب المضاعفات الخطيرة التي نتجت عن العدوى الخطيرة التي أعقبت العملية الجراحية أو بسبب النزيف المميت أو بسبب موت الجزء المزروع. دفعت هذه الأسباب الأطباء للبحث عن طريق آخر لإجراء الجراحة حيث قام أطباء في مدينة بادوا الإيطالية بإزالة جميع الخلايا الموجودة في قطعة طولها سبعة سنتمترات من القصبة الهوائية لدى شخص توفي في عمر 51عاما بسبب نزيف في المخ ولم يبق من هذا الجزء من القصبة بعد ستة أسابيع سوى هيكله فقط. ثم قام أطباء في ميلانو الإيطالية بزرع خلايا غضروفية أخذها زملاؤهم في بريستول البريطانية من خلايا جذعية من نخاع المريضة المعنية في هذا الهيكل بعد أن بطنوا جداره الداخلي بخلايا نسيجية مأخوذة من الجزء السليم من القصبة الهوائية لدى المرأة قبل أن يقوم جراحو برشلونة بزراعة هذا الجزء المفصل للمريضة الشابة. واستطاعت كلوديا كاستيلو سانشيز مغادرة المستشفى بعد عشرة أيام من الجراحة وممارسة حياتها بشكل طبيعي. كما استطاع العضو المزروع تكوين نظام دموي خاص به بعد 30يوما من الجراحة الأولى من نوعها في العالم وبدون مضاعفات. ومازالت القصبة الهوائية تعمل بشكل طبيعي بعد أربعة أشهر من زراعتها ولم تتكون أجسام مضادة ضده كما أنها غير مضطرة لتناول أدوية خاصة للتمويه على الجهاز المناعي للمرأة. وأشار الأطباء إلى أن هذه الجراحة تزيد من آمال المرضى المصابين بمشاكل خطيرة في الجهاز التنفسي.