شدد المرجع الشيعي علي السيستاني أمس الثلاثاء على ضرورة ان يحترم اي اتفاق ينهي الوجود الاجنبي سيادة العراق وان يحصل توافق وطني عليه، في اول رد فعل له بعد اقرار الحكومة للاتفاقية الامنية مع واشنطن. وافاد بيان صادر عن مكتب السيستاني ان "ما ابلغ به السيستاني مختلف القيادات السياسية خلال الايام والاسابيع الماضية هو ضرورة ان يبنى اي اتفاق يستهدف انهاء الوجود الاجنبي في العراق واخراج البلد من تحت الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة على اساس امرين". واوضح ان "الامر الاول هو رعاية المصالح العليا للشعب العراقي في حاضره ومستقبله، وتتمثل بالدرجة الاساس في سيادته الكاملة وتحقيق امنه واستقراره، والثاني هو حصول التوافق الوطني عليه، بان ينال تاييد مختلف مكونات الشعب العراقي عليه وقواه السياسية الرئيسة". وتابع البيان ان "السيستاني اكد على ان اي اتفاق لا يلبي هذين الامرين وينتقص من سيادة العراق سياسيا او امنيا او اقتصاديا او ان لا يحظى بالتوافق الوطني فهو مما لا يمكن القبول به وسيكون سببا في مزيد من معاناة العراقيين والفرقة والاختلاف بينهم". من جهة أخرى، أبدت شخصيات سياسية وأكاديمية وشعبية في مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ، ومركز محافظة صلاح الدين شمال بغداد، أمس الثلاثاء تأييد متحفظا بإبرام الاتفاقية الأمنية من الولاياتالمتحدة. وقال عبد الله حسين جبارة نائب محافظ صلاح الدين لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) : "في كل الأحوال ، هذه الاتفاقية أفضل من التجديد لمدة مقبلة للقوات تحت وصاية الأممالمتحدة مادامت تضع جدولا زمنيا للانسحاب لأن البلدين سيعودان بالنتيجة إلى التفاوض على الوضع القانوني للقوات الأمريكية وجدولة انسحابها ومهامها على الأرض". ولكن جبارة أردف بالقول : "الاتفاقية لم يتم توزيعها بشكل واسع ورسمي وما رشح في وسائل الإعلام لا يكفي للحكم عليها حكما نهائيا ونخشى أن تضم الاتفاقية ملاحق سرية تكبل العراق لسنين مقبلة". ومن جانبه ، قال د.ناهض محمد صالح أستاذ السياسة الدولية بجامعة تكريت : "من المهم في الاتفاقية أن تحفظ الأمن في الداخل وتمنع أي عدوان خارجي على العراق وتضع جدولا للانسحاب النهائي وأن لا تؤدي الاتفاقية إلى وجود عسكري أمريكي دائم". وتابع قائلا : "يكمن الحل في تفاهم أمريكي عراقي مشترك يقوم على أساس بناء وتسليح الجيش العراقي عبر جدول زمني يترافق مع انسحاب نهائي للقوات الأمريكية بعد التأكد من أن العراق قادر على حماية نفسه ولعب دور ايجابي في المنطقة".