هوت أسعار الميثانول في آسيا خلال الأسبوع الماضي وذلك على الرغم من تحسن الطلب نتيجة لموجات البرد التي اكتسحت بعض الأقاليم حيث لاحظت "الرياض" لجوء العديد من التجار للتخلص من حمولاتهم بشكل تنافسي مقدمين عروضا لأسعار منخفضة في محاولة لجذب أكبر قدر من المشترين. وقد بلغت الأسعار في كوريا مستوى 245دولارا للطن بينما بلغت في تايوان وجنوب شرق آسيا 230دولارا للطن في الوقت الذي هوى فيه مستوى تقييم الأسعار في اليابان والهند والصين لتبلغ 250و 200و 230دولارا للطن على التوالي. ويأتي هذا التقلب الكبير في أوضاع أسعار الميثانول بالنظر إلى مستوى الأسعار القياسية في فترة شح الوفورات على المستوى العالمي الذي حدث نوفمبر 2007حين بلغت 620دولارا للطن ما يعادل 408يوروات تخليص آسيا و 720دولارا للطن شهر ديسمبر في العام ذاته ومن ثم تهاوت مطلع 2008م لتبلغ 500دولار للطن نتيجة لوفرة العرض مع قلة الطلب. وأرجع العديد من المتداولين أسباب التراجع المستمر في أسعار الميثانول لوفرة العروض المقدمة من مختلف الأقاليم وأبرزها عروض مصانع ميثانكس في دولة تشيلي والتي تنتج 10% من إجمالي الإنتاج العالمي للميثانول والتي كانت قد بادرت برفع أسعارها في أسواق أمريكا الشمالية لشهر ديسمبر الماضي إلى 832دولارا للطن أي بزيادة قدرها 167دولارا عن مستوى الأسعار في شهر نوفمبر فيما بلغت الأسعار في السوق الأمريكي آنذاك 920دولارا للطن من قبل شركة "سوذرن كيميكال" المتخصصة في السوق الأمريكي. وعلى الرغم من تلك النكسة في اقتصاديات الميثانول إلا أن المنتجين في العالم يواصلون توسعاتهم وخططهم حيث تتأهب منطقة الخليج العربي لضخ طاقات إنتاجية ضخمة سوف تتصاعد إلى نحو 7ملايين طن هذا فضلاً عن الطاقات الهائلة المتوقع إنتاجها في منغوليا شمال الصين التي تمثل أكبر قاعدة صينية لإنتاج الميثانول حيث يجري حالياً بناء ستة مشاريع ميثانول يبلغ إجمالي طاقتها الإنتاجية تسعة ملايين وستمائة ألف طن فيما يتأهب مصنع اخر لتدشين إنتاجه وطاقته مليون طن سنويا مع وجود خمسة مشاريع أخرى من المجدول استكمالها عام 2010مما يجعل إنتاج هذه المدينة السنوي يصل إلى عشرة ملايين طن من الميثانول. وفي نفس المنحنى تتجه إيران لضخ طاقات إنتاجية كبيرة من الميثانول تبلغ (7.5) ملايين طن بحلول عام 2015م حيث قررت إيران ضخ 12بليون دولار لإجمالي الاستثمارات في قطاع البتروكيماويات خلال خطة التنمية الاقتصادية الثالثة حيث كانت إيران في المرتبة ال 82عالمياً في مجال الصناعات البتروكيماوية إلا انه يبدو أنها ستتقدم للمرتبة الخمسين مع نهاية هذا العام في الوقت الذي يبلغ الإنتاج العالمي السنوي لمختلف المنتجات البتروكيمات طاقة (1.1) بليون طن وتقدر عوائدها في السوق ب 500بليون دولار. وكذلك الحال في السعودية التي تضخ طاقات هائلة أيضاً من الميثانول تقدر بنحو خمسة ملايين طن تتمركز أغلبها بالجبيل الصناعية تدر مبيعاتها أكبر الأرباح حيث أن تكاليف إنتاج الطن الواحد من الميثانول في منطقة الخليج تتراوح بين 80و 110دولارات في ظل وفورات الغاز الطبيعي الذي يعد ثروة المنطقة فيتم تصدر أكبر النسب للعديد من الأقاليم في العالم بتكلفة اقتصادية مربحة وأبرزها اليابان التي تعتمد على الميثانول السعودي بشكل كبير جداً وذلك لدخول العديد من الشركات اليابانية كشركاء في العديد من مشاريع الميثانول بالمملكة.