رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية أمس حفل افتتاح المؤتمر السنوي الخامس للخدمات الطبية للقوات المسلحة الذي سيستمر يومين وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات في فندق إنتركونتيننتال بالرياض. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن صالح بن علي المحيا ومدير عام الخدمات الطبية للقوات المسلحة رئيس المؤتمر اللواء الطبيب كتاب بن عيد العتيبي. وقد بدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. ثم ألقى مدير عام الخدمات الطبية للقوات المسلحة رئيس المؤتمر كلمة بين فيها أن الخدمات الطبية قدمت أربع فعاليات خلال هذا العام وهي حملة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الوطنية الثانية للتثقيف الصحي وتمرين التعاون الطبي رقم (1) الذي شاركت فيه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمؤتمر السنوي الخامس للخدمات الطبية الذي بدأت فعالياته اليوم بالإضافة إلى حملة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للرعاية الصحية الأولية التي تستخدم فيها مستشفيات الميدان ويتم تسييرها في كل مرة إلى منطقة من مناطق المملكة. وأشار اللواء العتيبي إلى أن المؤتمر حافظ هذا العام على أهدافه فأعطى الطب العسكري النصيب الأوفر غير أنه لم ينس المواضيع الأخرى التي درج على التطرق لها في الأعوام السابقة، كما صاحب هذا المؤتمر ندوتان وورشة عمل وهي ندوة العلوم الطبية التطبيقية ثم ندوة الصحة والحياة وهي أمسية ثقافية نسائية وأخيراً ورشة عمل في أساسيات البحث العلمي. بعد ذلك استعرض مدير مستشفى القوات المسلحة بالرياض اللواء الطبيب سعيد بن محمد الأسمري نتائج تطبيق دراسة مستشفيات خدمة المجتمع (مستشفى الأمير منصور العسكري.. نموذج). وأوضح أن التجربة أظهرت نجاحا بمقاييس عديدة من حيث تلمسها لحاجات المجتمع وسلاسة الأداء والارتباط الوثيق بالمستخدم وتلبية احتياجات المجتمع الطبية وتنوع طرق إيصال الخدمة الطبية والاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمادية. ثم قدم نائب رئيس قسم الأورام بمستشفى القوات المسلحة بالرياض المقدم الطبيب علي بن مطر الزهراني محاضرة بعنوان (تطبيقات تقنية النانوميتر في الطب الحديث) استعرض خلالها ما توصل إليه الطب الحديث حول تطبيقات تقنية النانو ومستقبل هذه التقنية. كما قدم الأمين العام للمجلس الدولي للطب العسكري الفريق الطبيب متقاعد جاك سنابريا محاضرة بعنوان (نظرة على الطب العسكري) بين فيها أن أول مهام الطب العسكري هي دعم وحدات الجيش في السلم والحرب ويعتمد على سبعة أنشطة رئيسية من أبرزها فحص أفراد الجيش بدنيا ونفسيا لضمان جاهزيتهم لخدمة القوات المسلحة في الوحدات المجهزة للفحص والمستشفيات. واستعرضت العميد الطبيب روندا كورم من الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال محاضرة لها بعنوان (التعامل مع الإصابات الحرجة في الميدان) بعض المعلومات عن كيفية تدريب الجيش الأمريكي للأطباء والممرضين والجنود ومدى جاهزية الوحدات الطبية أفرادا ومعدات وتنظيمها والتطورات التقنية والدروس المستفادة في العناية بالإصابات. كلمة الأمير خالد بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز كلمة قال فيها "لقد أضحى مؤتمركم هذا حدثا علميا، تنتظره الأوساط الطبية ولعله الآن تجاوز المحيطين المحلي والإقليمي، بعد أن اكتسب سمعة طبية في عالم المؤتمرات الطبية، ما دفع الكثيرين إلى الرغبة في المشاركة فيه". ثم استعرض سموه بعض الملاحظات وقال أنا أشارككم في الرأي، وأبدى بعض الملاحظات، كما تعودنا، والتي لا تنقص من جهدكم وتميزكم، كنت اتمنى أن يستمر نهج المحاور المحددة، حتى يكون هناك تركيز في انتقاء الموضوعات المطروحة، بدلا من اتساع المحاور لتشمل قضايا متعددة ومتباينة، وأود أن تحوز تقنية "التكنولوجيا الناتومترية" اهتمامكم في أبحاثكم المقبلة، وأرى منكم تطويرا لها، وعدم الاكتفاء بسرد ما ابتكره الآخرون، ونجحوا في استخدامه، ولقد لفتني البحث، الذي يتناول الإصابة النادرة، التي تعرض لها مدرب رماية، أثناء أحد المشاريع، إن ما يهمني في هذا الموضوع، ليس الناحية الطبية، بل إجراءات الأمان، ينبغي مراعاتها، بل التشدد في تطبيقها. وأضاف سمو الأمير خالد ان دراسة المعايير الطبية للالتحاق بالخدمة العسكرية، ورقة بحثية مهمة، فاستيفاء الشروط الصحية هو أول متطلبات المتقدمين لنيل شرف الخدمة العسكرية، والتقيد بها يحمي من يقبل منهم، ولكن ما يهمني في المقام الأول أولئك الذين لم يستوفوا تلك الشروط، إذ يمثل ذلك أضخم مسح صحي للشباب في هذه الفئة العمرية، في مناطق المملكة جميعها، وهو يبين الحالة الصحية، والأمراض السائدة، والمستقبل الصحي لهم، لذا، ينبغي أن يكون هذا الموضوع في بؤرة اهتمام وزارة الصحة، وعدم الاحتفاظ بتلك المعلومات القيمة بين جدران الخدمات الطبية". وأشار سموه الى أن المسح الصحي للعسكريين، ورقة مهمة، من وجهة نظري، لأنها تمس الأمراض المزمنة بينهم، ومعدلاتها، وعوامل خطرها، بحث أود متابعة نتائجه والاستفادة منها، في تخطيط الوقاية من تلك الأمراض، قبل التفكير في علاجها، وأن تكون نتائجها، إلى جانب إحصائيات المستشفيات العسكرية في هذا المجال، هي الطريق القويم للارتقاء بالوضع الصحي لرجال القوات المسلحة. وقال سمو مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية "لاحظت أن بحث "تقييم إعاشة الطوارئ في الميدان"، يخلو من الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في هذا المجال، وخاصة تلك التي خاضت عمليات حقيقية، لذا، أرى ضرورة الاستعانة بتلك الأبحاث، والدروس المستفادة في هذا المجال، والخبرات المكتسبة، ثم اعتماد ما يلائم قواتنا المسلحة، وميادين تدريبها، ومسارح قتالها". وأضاف سموه "هناك ظاهرة تشغل الكثير من الغيارى على سمعة بلدهم، والمحافظين على مصالحه، ألا وهي سفر العديد من المرضى إلى الخارج طلبا للعلاج، حتى في أمراض غير مستعصية أو إجراء جراحات غير نادرة، ظاهرة تستحق الدراسة والتحليل والخروج بالخطط الواجبة لعلاجها، هناك أطباء وطبيبات، وممرضون وممرضات، وفنيون وفنيات، وأجهزة ومعدات، ومبان ومنشآت، وفي أخلاقيات مزاولة المهنة كتب ومجلدات، لدينا ذلك كله، ومن قبله دين رحمة وإحسان، عقيدة وإيمان، فماذا ينقص دولنا ؟ هل هي ثقافة التطبيب ؟ أم ثقافة التمريض ؟ أم ثقافة الجودة ؟ أم ثقافة اداء المعاملات على قدم المساواة من إتقان العبادات ؟ أم ثقافة الجوهر قبل المظهر ؟ نعم ينقص ذلك كله، إن حدث التهاون، في أي مجال فالإصلاح متيسر، وتدارك الأخطاء غير متعسر، أما في مجال الخدمات الصحية، فحياة الإنسان، الذي كرمه الرحمن، ستكون هي الثمن، كيف ننشر هذه الثقافات بين جنبات خدماتنا الصحية ؟ إنه موضوع مهم، أرى أن يكون محور اهتمامكم في أبحاث مؤتمركم السادس". وبين سموه أنه اطلع على ثلاث أوراق بحثية، تتناول الأخطاء والمضاعفات الطبية، وسلامة المرضى، والخطايا العشر، التي تؤدي إلى تلك المضاعفات، والشعار الذي تبناه مجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أبحاث جيدة، تستهدف في المقام الأول، الجهود المبذولة في هذا المجال، وكيف يمكن تجنب تلك الأخطاء، وتحقيق سلامة المريض، وحماية حقوق الطبيب، وقال "من وجهة نظري، فأحد الطرق، التي تحقق هذا الهدف، إن لم يكن أهمها هو غرس "ثقافة الجودة" في أنفسنا، وفي عملنا، وفي الأنشطة كافة، الطبية والتمريضية والفنية، فضلا عن الإدارية والمالية والأمنية، وليكن نظام الجودة، نظاما أساسه منع وقوع الأخطاء، منذ البداية، وأن يكون معيار الاداء الأساسي هو العيوب الصفرية، فحياة الإنسان تستحق منا كل جهد مخلص، وعمل دؤوب". وثمن سمو الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز هذا المؤتمر، بطرحه موضوعات جديدة في عالم الطب، تحت محور "الجديد في الطب" وقال "لكن أهم من ذلك هو أن يطرح مؤتمركم تقنيات جديدة، نكون نحن المصدرين لها، وليس المستفيدين منها أو مستهلكيها فقط". كما اشاد سموه بفكرة إشراك العنصر النسائي، من خلال الندوة المصاحبة لهذا المؤتمر، وخاصة أنها تناقش ما يخص المرأة، صحيا واجتماعيا، وتفتح المجال لإشراكها في تناول قضاياها تناولا علميا صحيحا، وبالمثل، فإن ورشة العمل، الخاصة بأساسيات البحث العلمي، هي جهد مقدر، لأن البحث العلمي، مبادئه وأخلاقياته وتخطيطه، هو الأساس، الذي يصدر عنه كل عمل علمي، يعتمد البراهين والأدلة، إن ورشة العمل تعد إضافة علمية لهذا المؤتمر، نرجو أن تتبعها ورش مماثلة في مؤتمراتكم الآتية. وفي ختام كلمته قدم سمو الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز شكره وتقديره للقائمين على شؤون المؤتمر. ثم تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة من مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة. بعدها توجه الأمير خالد بن سلطان لافتتاح المعرض المصاحب لهذه المناسبة. تصريحات الأمير خالد وفي تصريحات للصحافيين عقب الجولة قال سموه رداً على سؤال عن كيف يرى مثل هذه الندوات والمؤتمرات في تطوير العمل في القوات المسلحة وما مدى التوسع في حملة الأمير سلطان للرعاية الصحية لتكون على مستوى المملكة، أن المؤتمر أصبح ليس مؤتمراً محلياً ولا إقليمياً، بل هناك مطالب أن يكون دولياً. لأن هناك كثير من الدول ترغب المشاركة فيه وذلك لعمق المواضيع المطروحة للنقاش ومستوى المحاضرين المشاركين فيه والخدمات الطبية للقوات المسلحة سباقة منذ زمن في الأبحاث أو مكتشفات جديدة في ظل النهضة العظيمة في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين والتي يشارك فيها إلى جانب الخدمات الطبية للقوات المسلحة وزارة الصحة والحرس الوطني والمستشفى التخصصي الذين لهم باع في هذه الأبحاث ونتمنى دائماً أن الخدمات الطبية تستثمر في النمو، أما بالنسبة لحملة الأمير سلطان فتوجيهات سمو سيدي ولي العهد أن تصل هذه الحملة لكل مدينة وقرية وهجرة وأن تستقطب أكبر عدد ممكن من المراجعين لتعريفهم بالنواحي الصحية والمساهمة في عمل أفضل. وهناك الآلاف ممن راجعوا الحملة. ورداً على سؤال حول المكانة التي وصلت إليها القوات المسلحة في المجال الطبي والوصول للعالمية بمستوى الطبيب السعودي وأيضاً من ناحية الإمكانات كيف تقيمون استقطاب الكفاءات للمملكة وتأثير ذلك على الكادر الطبي المحلي قال سموه: منذ أكثر من ثلاثين سنة وسمو سيدي ولي العهد يبعث ضباطاً مخصوصين إلى دول مثل ألمانيا وغيرها بهدف استقطاب السعوديين الذين يعملون هناك بعد تخرجهم وهذا بداية الاستقطاب والنظرة الثاقبة لسمو سيدي ولي العهد منذ ذلك الوقت وحتى مدير عام الخدمات الطبية للقوات المسلحة ممن درسوا وتخرجوا من ألمانيا، مشيراً إلى أن التوجيهات المستمرة من خادم الحرمين ومن ولي العهد ومن سمو نائب وزير الدفاع أن يتركز الاهتمام على الطبيب نفسه أكثر من المعدات التي بالإمكان توفيرها، وكذلك المنشآت نستطيع بحمد الله أن نبنيها. وأضاف: إن الطبيب السعودي والفني والممرض هم أساس العمل ولدينا من يمثل بل ويسبق كثير من الدول ممن لهم باعهم. وحول مشاركة وزارة الدفاع في حج هذا العام قال سمو الأمير خالد: إن المشاركة موجودة كما هو معتاد وكل سنة أفضل من التي قبلها، لأننا نستفيد من الأخطاء ولدينا المستشفيات الطبية الميدانية لها باع طويل من الخبرة ولها باع في حل الأزمات والتعامل مع كافة الظروف ومعلوم أنها شاركت في العراق أكثر من سنة ونصف وكذلك في لبنان سنة ونصف عالجنا في هذه الدول مئات الآلاف من الحالات وهذا فخر واعتزاز. وحول ما يعانيه مستشفى القوات المسلحة بالرياض من ضغط شديد في المراجعين في ظل موقع المستشفى الحالي فهل هناك نية لنقل أو التوسع للمستشفى العسكري بالرياض قال سموه: أولاً الازدحام الشديد وحتى في المستشفيات الكبرى في العالم موجود بسبب زيادة المراجعين التي تفوق طاقة المستشفى، وموقع المستشفى الحالي في مساحة صغيرة لا تسمح بالتوسع الكبير ولهذا أمر سمو سيدي ولي العهد بوضع حلول لهذا الموضوع وأخذت التوجيهات الكريمة من المقام السامي وخصصت الآن أرض كبيرة متكاملة لبناء مستشفى إضافي سيعمل إن شاء الله على مراحل، وهذا قيد التقييم بالخدمات الطبية وسوف يعرض على القيادة العليا لأخذ التوجيهات والموافقة. وحول ما وجدته حملة الأمير سلطان من ترحيب من المواطنين في المحافظات وسكانها وهل هناك نية لإنشاء مراكز رعاية صحية في المحافظات باسم القوات المسلحة قال: نتمنى أن نتواجد في كل مكان بالمملكة، والخدمات الطبية تتواجد الآن في أي مكان تتواجد فيه وحدات عسكرية وتمت الموافقة على وضع مثل هذا الباحة وبإذن من أننا نعمل كل ما في وسعنا في المستقبل. حضر الحفل قادة أفرع القوات المسلحة وكبار الضباط بالخدمات الطبية والدكتور محمد كامل الشابي المدير العام للصحة العسكرية بالجمهورية التونسية الشقيقة رئيس المجلس الدولي للطب العسكري.