أنفق باراك أوباما الرئيس الأمريكي هذا العام 113مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية الخاصة بخطته في تطوير القطاع الصحي الأمريكي بما يشكل 68% من إجمالي تكاليف حملته التلفزيونية، ويمثل هذا المبلغ ثمانية أضعاف ما أنفقه منافسه الجمهوري جون ماكين الذي لم يتعد نسبة إعلاناته التلفزيونية عن خطته الصحية سوى 13% من إجمالي الإعلانات، واستهدفت جميع الإعلانات توضيح النقاط الأساسية في خطط المرشحين لتطوير النظام الصحي. وأوضح استطلاع كايسر لمراقبة الوضع الصحي نشر هذا الاسبوع أن 78% من الذين تم استطلاعهم يعرفون أهداف خطة أوباما بينما 65% فقط يعرفون ما سيفعله ماكين في القطاع الصحي عند توليه الرئاسة. وفاجأ الرقم المرتفع لحملات الإعلانات الصحية أوساط المختصين بالقطاع الصحي، ولكنه عكس في نفس الوقت أهمية إصلاح القطاع الصحي بالنسبة للناخبين وتأثيره على وجهة أصواتهم، وفي مفارقة طريفة ذكر أحد المتخصصين في متابعة الاتجاه الإعلاني أن أوباما صرف في الحديث عن خطة ماكين أكثر مما صرف ماكين نفسه، فقد هاجم أوباما خطة منافسه ورسخ لدى المشاهدين ضعف هذه الخطة وعدم وضعها لحلول لمشاكل القطاع الصحي. وأطلقت حملة أوباما 192ألف إعلان يضع الرعاية الصحية في الأولويات بينما نشرت حملة ماكين 11.3ألف إعلان. وروج أوباما في إعلاناته لخطته في تخفيض تكاليف التأمين الصحي وشمول التأمين لمن لديهم حالات مرضية مسبقة والذين ترفضهم شركات التأمين الصحي لارتفاع تكلفة علاجهم. وهاجمت إعلانات أوباما خطة ماكلين في خفض الإنفاق على برامج رعاية الفقراء والمسنين الحكومية بنسبة 22%. وهو الإجراء الذي قد يفقد المرشح الجمهوري أصوات الملايين من المستفيدين من هذه البرامج الحكومية. ورد المتحدث باسم الحزب الجمهوري على هذا الهجوم الإعلاني بقوله إنه ليس من المستغرب أن يهدر أوباما الملايين من الدولارات على نشر معلومات ومفاهيم خاطئة عن مشروع ماكين لإصلاح الوضع الصحي. وتدخل المتحدث باسم حملة أوباما ليرد على هذا التصريح قائلا إن الحملة أنفقت هذه الأموال لضمان أن يعرف العائلات متوسطة الدخل بأن هذه الخطة الجمهورية ستجعلهم يعيشون أربع سنوات أخرى من الوضع الصحي المزري. وتغلب قلق الناخبين من وضع الرعاية الصحية على القلق من الوضع الاقتصادي حسب آخر استطلاعات الرأي، حيث جاء في استطلاع أجرته جمعية مكافحة الأمراض المزمنة أن الناخبين المحتملين يضعون الرعاية الصحية على رأس أولوياتهم عند التصويت بينما يفكرون ثانيا في الوضع الاقتصادي وارتفاع أسعار الغذاء وأسعار البنزين، وفقدان الوظائف بسبب الانهيار الاقتصادي. وتقول مواطنتان أمريكتان تنتميان للحزبين المتنافسين - بعد أن شاهدتا المناظرة التلفزيونية الأخيرة مع 58إمرأة من ولاية أوهايو ممن لم يحددوا بعد مرشحهم المفضل - أن أربعين إمرأة من الحضور قالوا بأن الرعاية الصحية هي أهم ما يشغلهم ويؤثر في قرار تصويتهم. وتقول إحداهن إن النساء سيلعبن دورا كبيرا في الانتخابات هذه المرة، وما يهمهم بشكل أكبر هو الرعاية الصحية.