نعم لقد تعد الطرفة أو النكتة فناً مصرياً فقط بل أكاد أجزم أنها اصبحت سعودية وبقوة..؟؟ الغريب أننا نلاحظ أن نظامنا التعليمي يشبه في خطاه النظام التعليمي المصري حتى بعيوبه..؟؟ فطلبة التوجيهي يشبهون السعوديين يشبهون ابطال المسلسلات المصرية التي كنا نتابعها ونحن طلبة وطالبات وتمتلئ أفواهنا من الضحك والآن تمتلئ قلوبنا من الألم ولكن على أبنائنا..؟ سبحانه... وجاءت النكتة السعودية ساحقة ماحقة حيث تفوقت على النكتة المصرية وتجاوزتها ولم تقع في كل عيوبها ربما لأنها نشاط خاص وليس حكومياً والنشاط الخاص يتميز بعنصر الابداع والتجديد مع ملاحظة أنها أي النكتة السعودية ازدهرت في ظل التقدم التكنولوجي الباهر حيث إن النكتة تصل للملايين في نفس الوقت مما يحافظ على نكهتها وتوقيتها..؟؟ فوز أوباما حمل النكتة السعودية على صهوة الإبداع والتغلغل في النسق الاجتماعي حيث طوائف تكافؤ النسب باتت تتغلغل في ضمير القانون وليس الحوار الاجتماعي وتحديد الخط الاجتماعي الأقوى والذي جعل أحدهم يتزوج بأمريكية ليرتفع فولته الاجتماعي الى قوة سبع مئة وليس مئتين وعشرين..؟؟ النكتة السعودية تفوقت على التسطيح الاعلامي وتقدمت أصحاب الجمال المنحورة ابتهاجا بفوز ولد حسين وأكدت حقيقة يلمسها الكاتب السعودي وهي ارتفاع مستوى وعي القارئ السعودي الذي من حقنا أن نراهن عليه ليس لنكسب الدولارات أو الريالات بل لنزيد من جرعة تحمل مسؤولية أمانة الكلمة أكثر وأكثر.. صهوة النكتة السعودية تخلق دائماً جواً من الابتسام يفوق بمساحته أفضل مسرحية عربية وان كان بطلها الزعيم.. تلك النكتة اتصور انها تكشف الكثير من الحراك الاجتماعي بل من خلالها يمكن قياس اتجاه الرأي العام السعودي نحو موقف أو آخر.. فوز أوباما لم يخترق العقل السعودي باعتباره انجازا سوف نقتطف منه سياسيا على المستوى العربي ولكنه مثل حدث نوعي على المستوى الاجتماعي السعودي وهو بالمناسبة تأكيد على أن الديموقراطية لا يمكن بناؤها بين يوم وليلة وانها نتاج تاريخي يمتد سنوات ولا تبنيه الحومات فقط بل هو نتاج وعي وحراك اجتماعي يحمل الفرد الجزء الأكبر في تكوينه بحيث يصبح منتجاً إيجابياً وليس سلبياً كما هو في بعض الأنظمة العربية التي كانت الديموقراطية فيها معطلاً للكثير من الانتاج أو الاستقرار.. أبو حسين فاز وأكد أن النكتة السعودية تتميز بقياس الوعي الاجتماعي وأيضا السياسي والاقتصادي وحتى نتحقق من فائدة نحر الخراف والجمال أو حتى انطلاق الجموع في طرقات العربان تذكروا أن سبب هزيمة بوش ان الناس لم تعد تخرج مع وجوده في الحوش..