أعرب صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مؤسسة الفكر العربي عن أمله في أن يرى خلال الأعوام المقبلة أول مركبة فضاء عربية، معربا عن ثقته في أن هذا الأمر ليس بالمستحيل وأنه سوف يتحقق من خلال الشباب العربي. وأكد سموه في كلمة له أمام الجلسة الرئيسة لمقهى الشباب على هامش أعمال مؤتمر فكر 7الذي انطلقت أعماله في يوم الخميس الماضي، أن الإمكانات لدى العالم العربي لا حدود لها ولدينا عقول استطاعت أن تكون من أعظم العقول في العالم عندما أتيحت لها الفرصة في الغرب،وأتيحت لها الفرصة في جامعات بها مراكز أبحاث تليق بمستوى العقل المتوقد،ووجدت من يبذل من جيبه الخاص للارتقاء بمستوى التعليم. وقال سمو: "هنا في العالم العربي لم يكن لدينا هذا التوجه ولا هذا المستوى، ولكنه أصبح الآن موجودا وأصبح الآن يتطور وليس هناك مستحيل". وقال سموه: "طلب مني الحديث عن التفاؤل والأمل والثقة بالنفس في خضم ثقافة للأسف الشديد أثرت على المجتمع العربي لسنين طويلة وهي ثقافة الإحباط.. كلنا يعلم أن هذه الثقافة تغلغلت في الشخصية العربية إلى درجة اليأس وأصبحنا لا نسمع إلا الحديث عن اليأس وعن المستحيل ولا نتحدث إلا عن المآسي والنكبات والنكسات في وقت كنا نحتاج إليه هو الأمل والتفاؤل". وأضاف سموه قائلا: وللأسف الشديد تغلغلت هذه الثقافة حتى في أمثالنا الشعبية التي أصبحت أمثال يأس، وأيضا صحافتنا وإعلامنا الذي لا يقدم لنا إلا أشوه الصور لمجتمعنا، وقال : "دائما عندما نريد أن نخرج عن حالة اليأس هذه، نتحدث عن الماضي ونتحدث عن التراث القديم وأمجاد العرب والعروبة وكيف كنا ونتحسر على (كيف أصبحنا).. هذه تلقى حسرة في النفس وتقتل الأمل وتبدد التفاؤل". واستطرد سموه "في هذه الجلسة عندما أشاهد هذه الوجوه الشابة المتطلعة الباسمة أنسى كل الإحباط، وفي سني وفي مجال عملي الرسمي أو الشخصي وخصوصا في مجال الثقافة والتعليم الذي نذرت نفسي لخدمته ليس في وطني المملكة العربية السعودية فحسب وإنما في جميع أنحاء العالم العربي تعرضت إلى إحباطات كثيرة". وقال سمو الأمير خالد الفيصل مخاطبا الشباب :اسمحوا لي أن أذكر تجربة واحدة مرت علي من هذا الإحباط، وهي "مؤسسة الفكر العربي"، : "عندما فكرت في إنشاء هذه المؤسسة اجتمعت بمجموعة من المثقفين ومن المفكرين وطرحت عليهم الفكرة وطلبت منهم المشورة وكانت النتيجة جملة واحدة "اصرف النظر أحسن"، ولكنني لم أيأس وعاودت الأمر ولكني في المرة الثانية لم أطرحه على الخبراء وإنما طرحته على العالم العربي أجمع في خطاب لم استشر فيه أحدا"، مشيرا الى أن النتيجة كانت مذهلة بعد الخطاب مباشرة، وقال "في نفس المساء تلقيت أول اتصال بالمساعدة والمساندة من رجال ونساء من العالم العربي يقولون "توكل على الله ونحن معك"، وتشجعت وخلال عام واحد اجتمع مجموعة في هذه المدينة "القاهرة" وأطلقوا فكرة تأسيس هذه المؤسسة وتعهدوا بالالتزام بدفع مليون دولار من كل واحد منهم كمبادرة منهم لإنشاء هذه المؤسسة. ووجه حديثه للشباب المشاركين في المقهى قائلا :" أنا أحكي هذه القصة، أولا لأنها تعنيكم مباشرة بهذه المؤسسة،وثانيا لأنها تعطيكم كذلك المثل بأن هذه الأمة لا يزال بها خير وأن الإحباط واليأس الذي يُنشر وأنا لا أقول ينتشر وإنما يُنشر من أعداء النجاح لهذه الأمة والذين يريدون الإحباط والهزيمة والتراجع والتردد، ينشرون هذه المشاعر وهذه المشاكل والمآسي وينشرون كذلك أن هذا هو واقعنا وهذا هو قدرنا وأقول لكم بكل صراحة هذا هو ليس قدرنا". وأكد سمو الأمير خالد الفيصل أننا أمة تستطيع أن تفعل كل ما يفعله الآخرون بل وأكثر، معبرا عن إيمانه التام بأن الإبداع العربي لا حدود له وأن المبدع العربي يستطيع أن يصل إلى القمة لو أعطي الفرصة وينتهز هذه الفرصة. وقال "ربما كانت الفرص محدودة في السابق لأسباب عديدة،هناك من يلوم الاستعمار، وهناك من يلوم الحكومات،وهناك من يلوم الظروف أو الجهل الذي تفشى، أو الفتن التي وجدت بين العرب، "مضيفا" هناك من يلوم المؤامرة ونظرية المؤامرة بأن هذا العالم كله يتآمر علينا وطالما أن العالم يتآمر علينا فلا نستطيع أن نقف في مواجهة هذه القوى الكبرى سواء أكانت شرقية أم غربية". وخاطب سموه الشباب المشاركين في المقهى قائلا "أيها الشباب والشابات،يا مستقبل أمتي الأمر في أيديكم وأنتم الذين تصنعون مستقبلكم وأنتم فيكم كل الكفاءة وكل القدرة،وكل الإمكانات موجودة الآن، صحيح هناك عيوب، ومشاكل،وهناك محاولات لتفتيت الآمال والتطلعات ولكن هناك في المقابل أنتم وقدراتكم وتصميمكم ".