مازال نجم الاتحاد الوحيد محمد نور يمثل ظاهرة غريبة الأطوار وطلسما عجيبا من الصعوبة بمكان فك رموزه المشفرة خصوصا في موضوع عقده الأخير والذي سيصبح ذا شجون تسير على أكثر من خط سير بعضها تتفق في الأهداف والوسائل وطرق الاتجاه وبعضها تتباين فيه مع كل العناصر المحيطة به وغير المحيطة وهي تعنى باللاعب أولا وبإدارة ناديه وبعضو الشرف المتكفل بالصفقة وبأطراف خارجية يقال إنها داخلة على خط المفاوضات مع أننا في الجزئية الأخيرة "نسمع جعجعة ولم نر حتى الآن طحنا ولا طحينا" ويؤكد ذلك حديث اللاعب الأخير لحظة مراسم توقيع عقده مساء الجمعة الماضي غير الرسمية حين ذكر بالاسم أن الهلال لم يفاوضه إطلاقا وفي ذلك حقيقة دامغة تشير إلى أن هناك أطرافا منها "المفاوض الاتحادي نفسه" يريد أن يضيف على الطبخة البايتة بهارات حارة حتى تكون نكهتها أجمل ورائحتها متعددة ولو كانت ذات رائحة واحدة لانكشف المستور وسقطت الأقنعة. وللدخول في "لب الموضوع" وهو العقد نفسه فالصورة التي لا تكذب والصادرة من قاعة الاحتفال والتي ظهر فيها نور ملوحا بالعقد بين يديه تلويحة المنتصر ولا نعرف حقيقة أين الانتصار هل هو في البقاء في الفريق وهذه لاتحتاج إلى فرحة غامرة على اعتبار أن البقاء أصل والفرع المخيف يكون في الرحيل أو في الحصول على الأموال المسومة وغير المسمومة والتي وصلت لخمسة وعشرين مليون ريال عدا سيارة فخمة وقصر منيف. وللعودة للصورة يتضح خلل كبير حيث إن العقد لم يحمل توقيع اللاعب وهو بذلك لايعني شيئا فبالإمكان وضع أعتى نجوم العالم في خانة اسم اللاعب في أي عقد ثم التلويحة به على أن ذلك لايعني أن أولئك النجوم سيلعبون لفريق الملوح بل إنه لم يحمل توقيع رئيس النادي المهندس جمال أبو عمارة بل أكتفي بحرف "ميم" يعقبه الاسم الرباعي مع وجود لقب لم نعهده قبلا في نفس الاسم وللتأكيد على ذلك صرح الدكتور صالح بن ناصر في ذات المساء أن العقد باطل حتى يكون عند لجنة الاحتراف لرؤية حيثياته الرسمية. والأمر المحير فعلا لماذا الأمور لاتكون واضحة حين يدخل منصور البلوي في أي أمر؟ وهل هذه هي الطريقة الناجعة في إدارة الأمور؟ وهل ما يحدث يتماشى مع الخطوات التطويرية التي يسعى لها الاتحاد السعودي لكرة القدم من خلال النقلة النوعية التي أقرها.