الاتصال الذكي بين السيارات سيجعل ذات يوم الاختناقات المرورية مسألة عفا عليها الزمن ويحسن بصورة هائلة الأمان على الطرق. وتلك هي رؤية العديد من شركات السيارات الكبرى التي قامت مؤخرا بتجربة هذه التقنية في ظل ظروف قيادة واقعية في إحدى ساحات الاختبار بألمانيا. وأمكن مشاهدة العديد من السيارات والدراجات البخارية وشاحنة وهي تتصل ببعضها البعض في ساحة الاختبار التابعة لشركة أوبل في دودينهوفن بألمانيا وذلك باستخدام تقنية الانترنت اللاسلكي. وهذه التقنية تعمل كالتالي: السيارة (أ) تسير إلى الأمام لعدة كيلومترات وترسل معلومات إلى السيارة (ب) عن وجود عائق على الطريق مما يسمح لقائد السيارة (ب) باختيار طريق بديل أو إبطاء سرعته. لكن حجر الزاوية المهم في هذا الموضوع تمثل في إقدام المفوضية الأوروبية في وقت سابق من العام الحالي على توفير حيز واسع للترددات بالاتحاد الأوروبي. وانضمت نحو 30شركة من شركات السيارات الكبرى بجانب شركاء آخرين إلى اتحاد (كونستريوم) للاتصال بين السيارات بهدف وضع معيار موحد لتقنية الاتصال بين السيارات والبنية الأساسية للطرق. ويدعم الاتحاد الأوروبي المشروع الآن على أمل أن يؤدي إلى تحسين سلامة الطرق وتقليل الاختناقات المرورية. والواقع أن هذه التقنية يمكن أن تصبح فعالة بشكل خاص في حالة الاختناقات المرورية أو الحوادث أو الطرق المغطاة بالجليد. كما تستطيع مراكز إدارة المرور إبلاغ السائقين عن الإغلاق المفاجئ لإحدى الطرق أو بالطريق البديل الذي ينصح بأن يسلكوه أو بالحد الأقصى للسرعة. وترسل هذه المعلومات إلى جهاز استقبال على الطريق المعين ثم يقوم الجهاز بدوره بتمريرها إلى السيارات المارة. وتقول فيفيان ريدنج مفوضة الاتصالات السلكية واللاسلكية بالاتحاد الاوروبي إن "استقبال الرسائل المهمة للغاية بسرعة وبدقة يعد أمرا حتميا لضمان سلامة الطرق" مشيرة إلى أن الوقت الذي يهدره الأوروبيون في الاختناقات المرورية قد يكلف زهاء 80مليار يورو ( 102مليار دولار) بحلول 2010في شكل ساعات عمل ضائعة. وبحلول مطلع العام المقبل، ستخصص السلطات الوطنية في مختلف أنحاء أوروبا التردد الواسع بالاتحاد في نطاق 30ميجا هيرتز في الحيز الترددي 9ر 5جيجا هيرنز . وهذا يتسق مع الخطوات التي اتخذتها بالفعل كل من الولاياتالمتحدة واليابان الأمر الذي يمثل انطلاقة مهمة لهذه التقنية.