كشف المهندس عبد الله العبودي مدير عام المياه بوزارة المياه والكهرباء عن أن النظر في أمر تجارة وترويج ما يسمى بالمياه المنقاة تعبئة وفلترة" بات مطلوباً طالما ارتبط بالسياسة العامة لترشيد المياه . مؤكداً أن أجهزة الفلترة التي بدأت بالتوسع مؤخراً تقوم على عمل فلترة للمياه بعد هدر أكثر من ثلثي كمية المياه المنقاة تذهب للصرف الصحي عبر مجرى خاص ضمن تمديدات هذه الفلاتر . وقال إن ذلك يعني أنه ولكي تنتج على سبيل المثال 40لتراً من المياه المفلترة فذلك لن يكون إلا بعد خسارة ما يزيد عن 140لتراً تذهب عبر أنبوب خاص بجهاز الفلترة للصرف الصحي. وأبدى مدير عام المياه قلقه إزاء التوسع في استثمارات تحلية وتنقية المياه القادمة عبر الشبكة العامة للمياه، متهماً الكثير من موردي فلاتر مياه الشرب بأن ترويجهم الظاهر للعيان يقوم على أكتاف التشكيك بمياه الشبكة العمومية . وقال ناصحاً مستهلكي هذه الفلاتر أفراداً ومؤسسات، ان الوزارة تؤكد على سلامة المياه القادمة عبر شبكات المياه سواء كانت مياه التحلية أو مياه التحلية المخلوطة بالآبار أو مياه الآبار المنقاة، وتؤكد أن هذه المياه تنتج وفق المواصفات القياسية الخليجية للمياه، محذراً من أن الفلترة وإن كان ظاهرها يوحي بإنتاج مياه أكثر عذوبة إلا أنها تعمل على تخفيض كبير للأملاح التي يحتاجها الجسم . وأكد العبودي أن الوزارة تراقب عن كثب الحرب التنافسية لمصنعي المياه المعبأة ومستوردي ومروجي فلاتر المياه المنزلية كجزء من واجبها تجاه تقديم خدمة وطنية وآدمية وترتبط سلامتها مباشرة بسلامة ملايين من المواطنين والوافدين . يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه ل "الرياض" عبد العزيز الجاسر أحد المستثمرين في قطاع معالجة المياه أن مؤسسات استيراد الفلاتر زاد تواجدها في سوق الفلاتر السعودي خلال السنتين الماضيتين بنسبة 400% . وأضاف الجاسر أن السوق خلافاً لذلك باتت مرتعاً خصباً لمسوقين يقومون على ترويج وبيع عدد كبير من الفلاتر المنزلية ومن ثم يختفون، وقال ان المعضلة تكمن في أهمية وجود خدمات ما بعد البيع لحاجة أجهزة الفلترة للصيانة الدورية وتغيير المرشحات في أوقات محددة وإلا أصبح الجهاز عديم الجدوى وقد يكون مضراً. ولم يكشف مدير عام المياه عن ما يمكن أن تتخذه الوزارة من إجراءات حيال الوضع، أو فيما إذا كانت الوزارة يمكن أن تتولى عملية الترخيص لفلاتر معينة مجازة عالمياً ويعتمد عليها المواطن من حيث كفاءتها وتكون على الأقل جزءاً من مهام ومسؤوليات شركات تخصيص المياه أو جزء من إحدى عقودها . لكنه عاد وقال ان الوضع وطالما يرتبط بمسؤوليات شخصية يجب أن يقوم بها المواطن لينعم بمياه نظيفة كمروره على كفاءة شبكات المياه الداخلية ونظافة الخزانات العلوية والسفلية وطالما أن تجارة الفلاتر تتماشى مع سياسة التجارة الحرة التي تنتهجها المملكة، فلا يمكن البت في ذلك سريعاً، إلا أنه من المهم التأكيد على سلامة مياه الشبكة العامة وخلوها من كل ما يمكن أن يجعلها مضرة أو بحاجة لتبديلها بمياه معقمة، منوهاً أن المياه في المملكة تنساب وفق الحدود المثلى المعمول بها عالمياً لجودة مياه الشرب. فيما عاد وقدم تحذيراً لشركات المياه المعبأة ومستوردي مياه الفلاتر، مؤكداً أن الوزارة لن تتواني في رفع الأمر للجهات المعنية للتعامل مع أي حالة أو ترويج غير نظامي أو مخادع ويقوم على ترويج فلاتر لا تقدم خدمة تذكر سوى استنزاف الأموال. هذا وازدهرت في الآونة الأخيرة تجارة الفلاتر بأنواعها فيما تشتد حمى المنافسة بين أصحاب المياه المعبأة ومروجي فلاتر المياه وسط كم من الأساليب الترويجية والتي يكيل إحداها التهم للآخر، ففي الوقت الذي يؤكد فيه مصنعي المياه المعبأة قدرتها على تقديم مياه منقاة بأقل الأسعار، يؤكد مستوردو الفلاتر أن استخدام الفلاتر يعد أكثر أماناً مع تعدد شركات تعبئة المياه المشكوك في مصادر استخراجها وتعقيمها. وفي ذلك يؤكد عبد العزيز الجاسر أن حمى التنافس بين شركات الفلاتر والمياه المعبأة في أوجها، مؤكداً أن سياسة الترويج للمياه المنقاة تعبئة وفلترة تهدف لتطبيع وجودها في كل منزل، مؤكداً أن الحملات الترويجية لهذه المياه المنقاة تسير في الطريق الصحيح، متوقعاً أن الخطط الترويجية تهدف لأن لا يخلو منزل منها خلال السنوات القليلة القادمة . ولجأت شركات استيراد وترويج الفلاتر إلى أسلوب دعائي يعمل على إيهام المستهلك بأهمية وجود فلاترهم داخل كل منزل، وذلك بالاعتماد على عدد من سلسلة مطاعم شهيرة وأخرى معروفة وضعت أسماءها في بروشوراتها الدعائية باعتبارهم أحد العملاء المعتمدين على هذه الفلاتر .