على إثر مقال سابق شارك القراء والقارئات (من خلال المنتدى الالكتروني ورسائل البريد الالكتروني والجوال) بالحديث والكتابة عن أحوال العالم سنة 2020وتفاوتت التوقعات بين شبه متفائل بمستقبل عالمي تقني تخدم فيه التقنية الإنسان وتيسر حياته، وبين ساخر ومتشائم يُحذّر من غدٍ مليء بالمشاكل البيئية والأطماع التي يدفعها (جموح) الاقتصاد (ورعونة) السياسة. واليوم نعرض لأحوال العالم العربي والإسلامي، كما عكسته أمنيات وتوقعات مستخدمي الانترنت (والقليل) من الدراسات المنشورة على الشبكة. ولعل أول ما يلفت النظر في هذا الموضوع - إسلاميا- هو أن الاستعداد للعام (2020) كخطة ورؤية منهجية لأمة كان من نصيب "ماليزيا" "مهاتير محمد"، حيث وضع الرجل وفريقه رؤية لخطة تنموية طموحة سنة 1991أعطاها عنوان "vision2020" على أن تبدأ بالبنية التقنية الصناعية والاقتصادية وركنها الأساس الإنسان وبطموح كبير ينتهي بإرسال أول رائد فضاء ماليزي للهبوط على سطح القمر بحلول عام 2020.عربيا يصعب الحديث عن محاولات جادة في هذا السياق ولكن إمارة دبي نظمت من خلال "المنتدى الاستراتيجي العربي" لقاء في ديسمبر 2004فيه لاستشراف حال العالم العربي عام 2020، ولكن الخلاصات التي ظهرت وأسماء المتحدثين تكشف في غالبها عن رؤى (ذاتية) لشخصيات رسمية تمتزج في اطروحاتها الحسابات بالطموحات. أما الجانب العلمي التحليلي لمستقبلنا فقد تطرقت له دراسة "مجلس الاستخبارات الوطني" الأمريكي NIC التي ورد ذكرها في المقال السابق إذ توقعت نشوء عدد من المهددات أمام عالمنا العربي سنة 2020، ومنها في الجانب السياسي الاجتماعي أربعة تحديات جوهرية (تستحق التأمل والنظر العربي) و هي "تخلخل العقد الاجتماعي بين الحكام والمحكومين، تزايد حالات العنف والإرهاب الموجه للسلطات العربية، انتشار الأسلحة (الدمار الشامل) في المنطقة، تغيرات كبرى في التحالفات السياسة والعسكرية مع دور أمريكي غير محبوب شعبيا في المنطقة. وبحسابات النمو السكاني لعام 2020يُتوقع بحسب دراسات أخرى أن يبلغ عدد سكان الأرض ثمانية مليارات نسمة ما يعني تزاحما عالميا على فرص العمل وتضييقا اكبر على العمال العرب المهاجرين ما يعني إضافة مشكلة جديدة للمجتمعات العربية التي تعاني من بطالة متجذرة في بنية الحياة الاقتصادية والتنموية العربية. ويبدو هذا التحدي واضحا خاصة أن الدراسات تتوقع أن يتراوح عدد سكان العالم العربي سنة 2020ما بين 410- 460مليون نسمة، وهذا يعني أن على الدول العربية توفير ما مجموعه 80- 100مليون فرصة عمل من الآن إلى ذلك التاريخ القريب (فقط) للمحافظة على المستوى الحالي للبطالة الذي يتراوح بين 20- 30% من حجم السكان العرب. من جهة أخرى - لا تخلو من عبرة ودلالة- تكشف ملاحظة رؤية مجتمع الانترنت العربي (الشباب في الغالب) وتصوره لمستقبل منطقته والعالم سنة 2020عن صور قاتمة عن الذات والمجتمع مشوبة بكثير من عبارات السخرية والإحباط واليأس. ففي منتدى الكتروني عربي وضع مشارك بعض ما كتب عن صورة المستقبل عند الشباب على شكل عناوين نشرة أخبار عربية (متخيلة) لعام 2020وكان من عناوينها "إلقاء القبض على مواطن عربي يبتسم.. ومصدر أمني يقول الابتسامة مدفوعة من جهات خارجية" "إعفاء ذوي الدخل المحدود من ضريبة استنشاق الهواء" "إعلان بوش (ابن) (الابن) رئيسا للولايات المتحدة!". من زرع اليأس في نفوس شبابنا؟ مسارات قال ومضى: (العقول الصغيرة) وحدها تتدافع نحو الصغائر في حين تتسامى (العقول الكبيرة) بما يناسب حجمها من قضايا.