* في طباعة راقية وغلاف أنيق زف إلى المكتبات كتاب شاعر نجد الكبير محمد بن عبد الله القاضي: حياته وشعره وديوانه برواية الراوية عبد الرحمن بن إبراهيم الربيعي إعداد وتحقيق وشرح الأستاذ عبد العزيز بن حمد بن إبراهيم القاضي ويعتبر إضافة للمكتبة الشعبية، واشكر الأستاذ عبد العزيز القاضي على هذا الجهد المتميز الذي اعلم انه أخذ منه سنوات كثيرة ولكنها لم تذهب سدى، فقد جاء الكتاب في ستمئة واثنتين وعشرين صفحة من القطع المتوسط، وفيه ترجم للشاعر، وتناول حياته وشعره، وتوثيق إنتاجه، وتنقيح تراثه وسيرته مما شابهما من أغلاط وخيالات الرواة، مشفوعة بتحقيق ديوانه، ونشره في هذا الكتاب لأول مرة، برواية الشاعر الراوية عبد الرحمن بن إبراهيم الربيعي. والديوان المخطوط برواية الربيعي، واحد من الدواوين التي نسخها رحمه الله، وضمنها كتابه الشهير (البحر الزاخر من شعر الأوائل والأواخر)، وهو مجموعة ثمينة من الدواوين والقصائد القديمة الموثقة. ويذكر المحقق أنه حصل على نسخة مصورة من مخطوطة ديوان القاضي، مستلَّة من ذلك الكتاب، من الراوية إبراهيم الواصل، رحمه الله. وقد اعتمد في تحقيق مخطوطة الديوان على مقابلة قصائدها على ما ورد في ديوان النبط، معتبره أصح النسخ التي نشرت ديوان القاضي، حيث اعتمد ناشره فيه على أصل الديوان بخط الشاعر نفسه. ثم وجد في قسم المخطوطات في مكتبة الأمير سلمان بجامعة الملك سعود، كراسة عبارة عن دفتر مدرسي تمثل مخطوطة لديوان الشاعر بخط الرَّاوِيَة محمد الحمد العمري (ت 1405) رحمه الله، وهي واحدة من عدة كراريس تمثل دواوين شعراء آخرين، فجعلها نسخة ثانية لمقابلة النصوص، يستنير بها ولا يعتمد عليها، لما تبيّن له ما فيها من خلط، وعدم دقة، وعدم ضبط. كما اطلع على مجموع المستشرق الألماني ألبرت سوسين ( 1844- 1899م) من القصائد النبطية في كتابه (ديوان من وسط الجزيرة العربية) الذي نُشر باللغة الألمانية عام 1900م، ثم صدر بالعربية في (منشورات الجمل) في ألمانيا عام 2007م، وكان للمحقق رأي يتلخص في أن راويها (لسوسين)يعتبر راوية ضعيف، غير مهتم بالتوثيق والضبط. فالتقديم للقصائد واضح أنه إما مستنبط من محتواها، أو غريب ينفيه الواقع، ومجهول غير متداول، مثل المقدمة التي جعلها (سوسين) مُناسَبةً لقصيدة (حل الفراق)، فهي غريبة شاذة انفرد بها،وقد بين المحقق المناسبة الحقيقية للقصيدة وأن أبيات القصيدة تنفي ما ذكره (سوسين) وبالجملة فإن ما أورده (سوسين) من قصائد القاضي ليس فيه مزيد على ما ورد في الروايات المعتبرة، بل فيه نقص ومزاعم مسيئة. وقد قام المحقق بتوضيح معاني المفردات الغامضة، وشرح قصائد الديوان وإيراد مرادف الكلمات مع الإشارة إلى الفصيح منها، وقد اعتمد المحقق في استجلاء صفحات حياة الشاعر على معلومات من المعنيين من أحفاده ومن بعض الأقارب، وعلى استقراء مباشر لشعره، وتناول ثلاثا من قصائد القاضي الشهيرة بالتفصيل لأهميتها، فعقد لكل منها فصلا خاصا يتناول قضاياها، وهي قصيدته في (القهوة)، وقصيدته في (الفلك والنجوم)، وقصيدته المعروفة باسم (توبة القاضي). كما قام بتتمة الديوان من القصائد والمقطوعات والأبيات التي لم ترد في رواية الربيعي ومن القصائد التي انفرد بها ديوان النبط هذه القصيدة التي نختار منها هذه الأبيات: سلامي على اللي بالتغرّاب وافاني على غفلةٍ جاني من البعد لي عاني سلامٍ وتسليمٍ.. وأهلا ومرحبا هلا به عدد ما بان نجمٍ وما باني برفقٍ وترحيبٍ ولطف وسهاله وكار ووقار لعمرها يوم وافاني ودارٍ تعجّب فيه من طول غربتي كيف الليالي عرّفتني بخلاني لفت به حلوم الليل وأصبحت نازح وهو نازحٍ عني وأصبحت مشتاني سقى الله ليلٍ شفت أنا فيه صاحبي جزى الله حلوم الليل عني بالإحساني تجيني بخلانٍ شفيقٍ بشوفهم عدّتهم الغربة وأنا البعد عدّاني جلا النوم عن عيني ومن هجره انتهى سهت به سواهيج الهواجيس وأسهاني عطى الله ديرة صافي الخد ليلة خضر المواطي سحينٍ فيه الأرداني مرابي لغضات الصبايا ومدهل ينوسه نعوسٍ قايد الصيد غزلاني سنودٍ عنودٍ تطلب الصيد عندل ولا راسها مسمرٍ كل حبّاني جثيلٍ إلى قفّت صخيفٍ إلى أقبلت تحير النواظر في وصوفه وتعتاني تمدري وتدري لا تكسر وسطها تعطّف علي بغاية الغي وأغواني