يعد العمل غير الربحي الذي يقوم به الفرد ليساهم في مساعدة أفراد مجتمعه بما لديه من قدرات ومعارف في حدث ما عملا تطوعياً، وإرثنا التاريخي حافل برموز مضيئة لنماذج تتمتع بالإيثار والبذل، وليس أدل من ذلك من وجود المرأة المسلمة في الغزوات بجوار شقيقها الرجل إلا مثالاً ناصعاً لدور المرأة التطوعي في التاريخ الإسلامي، حيث سجلت أدواراً بطولية تكتب بماء الذهب على صفحات التاريخ لتكون نبراسا يهتدى به. إذن التطوع بمفهومه أمراً مقبولاً اجتماعيا وهنالك طاقات بشرية كبيرة مهدرة،فلو تم تقنين هذه الطاقات وتطويرها لأتت أكلها للفرد والمجتمع والوطن، وفي هذا التحقيق نتعرف على التطوع كفكرة في أذهان المتطوعات والآمال التي تأمل المتطوعة أن تتحقق من خلال تجاربها في التطوع. مراكز للتطوع شذا سالم السالم (جامعية) تقول: تطوعت للمشاركة في احدى المؤتمرات الوطنية للمرة الأولى وهذه التجربة المفيدة والممتعة ساعدتني على التواصل مع الآخرين والتعرف على شخصيات كنت اسمع بهم وقد التقيت بهم، كما ان تجربتي في التطوع حفزتني لتكرار التجربة مرة أخرى، متمنية ان يكون هنالك مراكز معترف بها تقنن هذه الثقافة وتدعمها. أما نوف السابق (جامعية) فقالت:ربما الفضول كان عاملاً أساسياً لخوض تجربة التطوع، فهنالك بعض المفاهيم نتعرف عليها عن كثب بدلا من قراءتها في الكتب ونتعرف أيضا على المشاركين في هذه المناسبات والمنتديات وهذا يضيف لي خبرات عملية تضاف لي كطالبة جامعية وفتاة منتجة مستقبلاً. تطوير المهارات الذاتية وتضيف الطالبة عهدالقحطاني:إن التطوع يكسب الفتاة علاقات مع الآخرين ويخلق لديها فن التعامل مع الناس عوضا عن استثمار الوقت في أمور تطور من مهاراتها الذاتية، ونتمنى أن يتم نشر ثقافة التطوع بين النساء وقضاء وقت الفراغ في أمور ثمينة ومهمة. أما سهام الأحمد (جامعية) تقول: دائما ما أجد على بريدي الإلكتروني دعوات من جهات مختلفة للعمل كمتطوعة في مناسبة ما فأنا أجيد استخدام الكمبيوتر وأحب أن أساهم بهذا العلم لخدمة المجتمع وخاصة عند التطوع في المناسبات الخيرية والوطنية. ومنيرة العبدالرحمن (معلمة) ترى أن التطوع هو من باب عمل الخير في المجتمع الذي يحفز عند الإنسان الشعور بالسعادة والسرور، وهذا ينعكس ايجاباً على أدائه ورضائه عن نفسه وشعوره بأهميته في مجتمعه. خلق بديل إسلامي واقعي وحقيقي وترى عضو موقع عالم التطوع العربي الإستاذة فوزيه الخليوي أن المشكلة التي تعانيها الفتاة في العالم ككل هي الفراغ، وسببها: أولاً عولمة الثقافات التي أثرت تأثيراً كثيراً على الفتاة في العالم، وثانياً: البطالة التي تعيشها الفتاة، كما أفادت نتائج مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات في وزارة الاقتصاد والتخطيط أن نسبة العاطلات السعوديات عن العمل ممن يحملن شهادة البكالوريوس نحو 73.4%، خلال العام الماضي 2007.وقالت لا بد أن نحاول أن نخلق للفتاة بديلاً حقيقيًا وواقعيًا، يراعي التغيّرات الاجتماعية والمعيشية، وتعزيز الرقابة الذاتية، من خلال المشاركة في الأعمال التطوعية، التي من شأنها شغل وقت الفراغ لدى الفتاة، داعية الى تأسيس جمعيات للتطوع خاصة بالمرأة السعودية، على غرار الاتحاد العربي للتطوع ومركزه في قطر، فنحن على تواصل معهم لتبادل الآراء حول التطوع وتفعيل افكار جديدة وهم على أتم الاستعداد لفتح قناة تواصل مع المرأة السعودية المتطوعة، وتبادل الرؤى والمهام في التطوع من خلال منظور عالمي، فقد نجحت هذة الأندية والمراكز في استقطاب الفتيات للأعمال الإنسانية كزيارة الأطفال المرضى بالسرطان والمسنات، وعمل برامج ترفيهية لهم.