أطلقت مكتبة الكونغرس في الولاياتالمتحدة أخيراً مبادرة لإنشاء مكتبة رقمية عالمية للأعمال التاريخية والفنية والأدبية من جميع أنحاء العالم. أما هدف المشروع فهو الجمع معاً على شبكة الإنترنت بين مواد نادرة وفريدة محفوظة في مستودعات الكتب في الولاياتالمتحدة والغرب وبين تلك المحفوظة لدى ثقافات عظيمة أخرى كشرق وجنوب آسيا والدول الإسلامية الممتدة من إندونيسيا عبر آسيا الوسطى والغربية إلى أفريقيا. وقال جيمس إيتش. بيلينغتون، رئيس مكتبة الكونغرس: "من شأن مكتبة رقمية عالمية أن تجعل هذه المجموعات متوفرة مجاناً لأي إنسان يستطيع الوصول إلى الإنترنت. ومن المحتمل جداً أن يكون لها تأثير مفيد في تحقيق التقارب بين الشعوب من خلال الاحتفاء بعمق واستثنائية الثقافات المختلفة ضمن مشروع عالمي واحد." وقد اقترح بيلينغتون فكرة المكتبة الرقمية العالمية في خطاب ألقاه في حزيران/يونيو 2005، أمام اجتماع لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). وما لبث أن أعلن عن إطلاق المشروع في تشرين الثاني/نوفمبر بمنحة تبلغ 3ملايين دولار من شركة البحث على الإنترنت "غوغل" (Google). وسوف تستخدم مكتبة الكونغرس هذا المال لتطوير التفاصيل الفنية والتنظيمية لهذه المكتبة وللتواصل مع دول ومؤسسات أخرى حول العالم داعية إياها للمشاركة في هذا المسعى الدولي. كما سيتم البحث عن شركاء آخرين من القطاع الخاص لتزويد المبادرة بالتمويل والخبرة. وتنطلق المكتبة الرقمية العالمية من أسس مشاريع التوثيق الرقمية الرئيسية في مكتبة الكونغرس. فخلال العقد الماضي، حولت المكتبة إلى رموز رقمية أكثر من 10ملايين مادة ضمن مشروع الذاكرة الأميركية (Amercian Memory Project) الذي يتألف من مجموعة من المخطوطات، والخرائط، والتسجيلات السمعية البصرية، والصور الفوتوغرافية، والموسيقى، ومواد أخرى أميركية. كما بدأ في عام 2000تنفيذ مشروع ثانٍ، هو "البوابة العالمية" (Global Gateway) وهو جهد تعاوني مع المكتبات القومية في البرازيل وفرنسا وروسيا وهولندا وإسبانيا. وتركز عروض وسائل الإعلام المتعددة، الثنائية اللغة، على الروابط التاريخية التي تربط الولاياتالمتحدة بالدول المساهمة. وعلى النقيض من ذلك، سوف تُركز المكتبة الرقمية العالمية على ثقافات وتاريخ الدول المشاركة فيها. ولن تتضمن المكتبة الافتراضية سوى المواد المتوفرة ضمن الأملاك العامة (أي التي أصبحت ملكاً مشاعا) أو التي قد تتوفر بموجب إذن خاص.