يصادف اليوم الأحد الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2004الذكرى السنوية الرابعة لرحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة رحمه الله، وباني نهضتها وبالرغم من شعور الإماراتيين بمرارة الرحيل الا ان حضوره لا زال موجوداً في كل المناسبات. حيث بكى الجميع ألماً لفراق قائد عرف بحكمته وسعة أفقه، وإنسانيته العالية، وحبه للخير بلا أي حدود، ترجل بعد أن أعطى بلاده وأمته والإنسانية جمعاء، وبذل جهوداً مضنية من أجل بناء الدولة وتأسيسها والانطلاق بها إلى رحاب القرن الحادي والعشرين. يعتبر الشيخ زايد رحمه الله قائدا عربياً سعى منذ تسلمه السلطة للم الشمل العربي وخصوصا في منطقة الخليج. حيث كلل جهوده هذه بإعلان قيام اتحاد بين إمارات أبو ظبي ودبي وعجمان والفجيرة والشارقة وأم القوين ورأس الخيمة عام 1972.كما لعب دورا هاما في تشكيل مجلس التعاون الخليجي الذي بدأ عمله رسميا في أبو ظبي عام 1981. ومنذ نشأة دولة الإمارات العربية المتحدة عمل الشيخ زايد على الاستفادة من عائدات النفط لتمويل المشاريع التنموية في أنحاء البلاد وازداد خلال فترة حكمه العمران والتقدم في كافة المجالات في الدولة، وهو صاحب مقولة "الدم العربي اغلى من النفط العربي". نشأته ولد الشيخ زايد في أبو ظبي عام 1918وكان أصغر إخوانه الأربعة الذكور وسمي باسم جده الأكبر الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان، الذي كانت فترة حكمه أطول فترة في تاريخ إمارة أبو ظبي،حيث حكمها بين عامي 1855و 1909.بعد وفاة والده الشيخ سلطان عام 1927، وتولي شقيقه الأكبر الشيخ شخبوط الحكم انتقل الشيخ زايد إلى واحة العين، التي تبعد حوالي 160كم عن أبو ظبي حيث قضى فيها فترة شبابه و تلقى تعليمه الديني. كانت الإمارات السبع آنذاك تحت النفوذ البريطاني منذ عام 1820، وكانت أبوظبي آنذاك فقيرة وكان اقتصادها يعتمد على صيد السمك واللؤلؤ. وفي بداية ثلاثينات القرن الماضي حضرت أولى شركات التنقيب عن النفط وعين الشيخ زايد حينها مرشدا لهذه الفرق في صحراء الإمارات. عين بعد ذلك حاكما للعين عام 1946ثم في عام 1953.وعند اكتشاف النفط في أبو ظبي عام 1958بدأت الظروف الاقتصادية تتحسن وافتتح أول حقل بحري (أم شيف) لإنتاج النفط عام 1962وتلاه حقل آخر بري في (باب). فترة حكمه في 9أغسطس/آب عام 1966أصبح الشيخ زايد حاكما لإمارة أبو ظبي بعد تنازل شقيقه الشيخ شخبوط عن الحكم له. بعد تقلده الحكم، أنشأ الشيخ زايد هيكلا لحكومة رسمية وطور بها إدارات لأداء مهام خاصة، وأعطى أولوية لبناء المرافق السكنية والمدارس والخدمات الصحية وإنشاء مطار وميناء بحري وشق الطرق وبناء جسر يربط أبو ظبي بالبر الرئيسي. عندما أعلنت بريطانيا عزمها على إنهاء وجودها العسكري في الخليج في يناير/كانون الثاني 1968، كان الشيخ زايد أول من دعا إلى الوحدة. وأدرك حينها أنه لكي تزدهر إمارة أبو ظبي، فلابد من تعاون القبائل المجاورة، لذا كانت أول خطوة يقوم بها إنهاء النزاعات الحدودية مع إمارة دبي، حيث انتهي الأمر بتوقيع اتفاقية في 27فبراير/شباط عام 1968بتشكيل اتحاد من تسع إمارات (أبو ظبي، عجمان، دبي، الفجيرة، رأس الخيمة، الشارقة، وأم القوين، قطر والبحرين). لكن الاتفاقية لم تر النور وتعرقلت كثيرا وحاول الشيخ زايد لمدة ثلاث سنوات إصلاح ذات البين دون فائدة، حيث سعت قطر والبحرين للاستقلال الكامل كما رفضت رأس الخيمة الانضمام للاتحاد. وفي الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971تكون اتحاد من ست إمارات (أبو ظبي، عجمان، دبي، الفجيرة، الشارقة، أم القوين) وعرف باسم الإمارات العربية المتحدة. وانتخب الشيخ زايد رئيسا للاتحاد والشيخ راشد آل مكتوم نائبا للرئيس. وقد انضمت رأس الخيمة بعد فترة وجيزة إلى الاتحاد الذي أعلن رسميا في 11فبراير/شباط عام 1972.ظل الشيخ زايد رئيسا لدولة الإمارات طوال هذه المدة، وازدهرت الدولة في عهده إلى حد كبير. حيث زاد عدد السكان من 250000عام 1971إلى حوالي 4ملايين نسمة، وازداد معه العمران والتقدم في كافة المجالات، وارتفع دخل الفرد الاماراتي وسجل ثاني أعلى دخل العالم. وانتقل الشيخ زايد الى رحمة الله في العشر الاواخر من رمضان قبل اربع سنوات في الثاني من نوفمر تشرين الثاني 2004 .