اختتمت فعاليات الدورة الثانية لملتقى رواد الفكر والثقافة في الخليج وشبه الجزيرة العربية التي نظمتها دائرة الثقافة والإعلام بعجمان بعنوان الموسيقى في الخليج العربي. أقيم الملتقى على مدى يومين بفندق كمبينسكي عجمان، برعاية سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي، وحضور الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي رئيس الدائرة الذي بدأ حفل الختام بتوقيعه كتاب الموسيقار العراقي حميد البصري أغان شعبية عراقية، مائة أغنية ونصوص ونوتات وكتاب الناقد السعودي أحمد الواصل سحارة الخليج: مقدمة ودراسات في شؤون غنائية كما كرمهما ومعهما الأستاذ كريم النجار مدير مؤسسة (أدب- فن) الهولندية. استقبل الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي أعضاء جمعية عجمان للفنون الشعبية الذين قدموا مجموعة من الشلات البحرية (الخطفة). كما افتتح معرضاً ضم صور عدد من الموسيقيين الإماراتيين والخليجيين القدامى، إضافة لصورة أول فرقة موسيقية أكاديمية أسَّسها الملحن عيد الفرج سنة 1975بنادي الناصر في عجمان، وصورة للفرقة الموسيقية التابعة لوزارة الإعلام والثقافة في حفل العيد الوطني الثالث. واستمع لشرح وافٍ من الفنان عيد الفرج عن محتوى المعرض. وصرح إبراهيم سعيد الظاهري مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بعجمان بأن هذه الدورة من الملتقى التي تخصصت في علوم الموسيقا بالخليج نفذت بالتعاون مع مؤسسة (أدب-فن) الهولندية في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين في يونيو/ حزيران الماضي. وأشار الى ان الموسيقار عيد الفرج -مدير المراكز الموسيقية ورئيس الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، شخصية ملتقى هذا العام شارك في إنجاح الدورة. وقال: إن مشاركة كل من الموسيقار حميد البصري والناقد السعودي أحمد الواصل وتفاعل أساتذة وطلبة المراكز الموسيقية، وإبراهيم محمد صالح- رئيس جمعية عجمان للفنون الشعبية والعديد من أعضاء الجمعية أعطت بعدا آخر للفعاليات وعكست أهمية التفاعل بين الأشكال المختلفة للموسيقى الخليجية، وأتاحت فرصاً للتعرف إلى مراحل التطور الموسيقي وفتحت بابا لمناقشة أوجه التشابه والاختلاف بين فنون البحر والحضر والبر والجبال والفنون الخليجية الأخرى. وقدمت الأستاذة كلثم المندوس مديرة الشؤون الإعلامية بالدائرة ورشة عمل أدارها البحريني عبد القادر عقيل بمشاركة حميد البصري وأحمد الواصل، لافتة إلى أن الدائرة استهدفت إلقاء الضوء على أهم الأسماء والرموز الإبداعية التي كان لها دور بارز، واحتفاء بالإبداع الفني الأصيل لموسيقى الخليج. وقدم البصري ورقة عمل بعنوان الخصائص الموسيقية في الموروث الغنائي للعراق والخليج العربي أكد خلالها أن هدفه اكتشاف وتحديد ملامح الموسيقا في العراق والخليج العربي لتكون بين أيدي المبدعين. واستهل ورقته بالتأكيد على تعريفات لبعض المصطلحات والتعبيرات المهمة، ثم تطرق إلى الموروث الغنائي في الخليج العربي، وقال إنه يشمل الصوت واللعبونيات والموال والفجري. وقسّم الصوت إلى ثلاثة أجزاء هي الاستماع والتحريرة (الاستهلال) والتوشيحة، كما تناول العرضة البحرية والبرية والأغاني الدينية وأغاني البحر (النهمة) بأنواعها. وركز الواصل في ورقته رواد الغناء في الخليج والجزيرة العربية على التأريخ عبر الحكاية لسير شخصيات غنائية من الجزيرة العربية حسب مدارسها الثلاث الكبرى: اليمنية والحجازية والخليجية. واختتمت الفعاليات بأمسية موسيقية وغنائية أحيتها فرقة البصري الفنية بقيادة الموسيقار حميد البصري الذي قدم عدداً من الأغاني من ألحانه فضلاً عن عدد من الأغاني والمواويل التراثية، وغنت الفنانة بيدر البصري عدداً من الأغنيات منها أنا من أهوى ويا حلو يا زغير وجناح الفراشة ونفحة العصاري، أما الفنانة شوقية العطار فقدمت موال خيوه بنت الديرة من كلمات أبو سرحان ومقام أوشار للمؤلف مظفر النواب. وأنهت الفرقة وصلتها بقصيدة من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قال البصري إنه لحنها خصيصا بمناسبة مشاركة الفرقة في الملتقى وهي بعنوان براهين.