قرأت مقالاً في الصفحة للأخت مها العبدالرحمن تحدثت فيه عن تنازل المرأة في وقتنا الحاضر عن جزء كبير من أنوثتها ان لم تكن بالكامل بحسب قولها،، وأنها أصبحت مسترجلة في حين أظهرت الرجل بالمسكين الذي يدفع ثمن هذا التنازل غالياً بسبب تطاول المرأة على بعض من واجباته وعلى اعتبار ان حرية الرأي مكفولة للجميع أحببت أن أسطر بعض الكلمات علها توضح الرؤية او تزيل بعض الغمامة حول هذا الموضوع.. فمع احترامي الشديد للأخت مها الا انها خلطت خلطاً قوياً بين الأنوثة كطبيعة ومعنى وغريزة وبين الضعف والخضوع والسلبية وعدم التفاعل،، فالأنوثة لا تعني ان أقف دون حراك في حين أن من حولي بحاجة ماسة لتفاعلي معه،، والأنوثة لا تعني ان أجمد قدراتي وعطائي بحجة ان ذلك العطاء من واجبات غيري.. ومما لا يخفى على الجميع التسارع الواضح وغير المسبوق في جميع ما يحيط بنا سواء على الصعيد الأسري او الاجتماعي او الاقتصادي.. إلخ وهذا التسارع أرغم الجميع على التكيف والتفاعل معه لنستطيع أن نبقى وأن نواصل مشوار الحياة،، والمرأة ليست بمعزل عن ما يحيط بها وعليه كان لزاما عليها ان تحاول جاهدة بأن تواكب عجلة النمو والتسارع المحيط بها،، وخروج المرأة للعمل كان أول المتغيرات التي بدورها أرغمتها على التنازل عن بعض تلك الأنوثة المزعومة شكلاً لا مضموناً كما أن الضغوط المحيطة بنا سواء كانت مادية او اجتماعية ألقت بثقلها على كاهل تلك المسكينة وما كان مستحبا سابقاً أصبح اليوم واجباً لا يثاب فاعله وامرأة اليوم عندما قررت خوض غمار الحياة تعلم يقينا ان مسؤولياتها ستتضاعف فأضحت مسؤولة امام الجميع بمن فيهم الزوج المسكين عن شؤون المنزل والأبناء ومسؤوليات العمل وجزء غير يسير من مسؤوليات الزوج لا اختياراً منها بل مرغم أخاك لا بطل بسبب تقاعس ذلك المسكين او عدم مبالاته او لنقل نقص الكفاءة لديه للقيام بما يجب عليه القيام به.. فتلك المرأة المسترجلة ياعزيزتي مطلوب منها ان تمارس دور الزوجة ودور الأم ودور المربية ودور الموظفة مع ما ينطوي عليه كل دور من هذه الأدوار من هموم ومصاعب.. فمن المسكين هنا ومن هو المظلوم الذي يستحق الشفقة. أما كون الرجل اليوم يبحث عن الأخرى بسبب استرجال زوجته فهو تبرير مجحف فأكثر من يبحثون عن الأخرى هم ممن لديهم زوجات يتمتعن بالأنوثة الكافية كما تصورها كاتبة المقال.. عموماً لا أريد الخوض في أسباب لجوء الرجل الى الزواج بأخرى لأنه موضوع يطول شرحه أما ما أوردته الأخت مها من أمثلة عن استرجال المرأة مثل مشاركتها لزوجها في المطار مثلاً اختصاراً للوقت او السؤال عن العنوان بدلاً من إطالة البحث فهي أمثلة ضعيفة وان دلت على شيء فإنما تدل على منطقية المرأة في وقتنا الحاضر ومدى تفاعلها وايجابيتها والتاريخ الإسلامي يزخر بالعديد من النساء اللاتي شاركن في الغزوات والفتوحات ورحلات طلب العلم وكن في ذات الوقت أمهات ومربيات وزوجات يتمتعن بالأنوثة الحقيقية لا كما تصورها الأخت كاتبة المقال.. ولا أعتقد أن رجلاً يتمتع بقدر ولو ضئيل من الوعي والادراك سيتمنى او يبحث عن امرأة غير ذكية كما تقول الأخت مها لأن المرأة غير الذكية ستظهر سلبياتها جلية وواضحة على كل ما يناط بها القيام به ومن أهمها نشوء جيل يتمتع بنفس سمات نقص الذكاء الموجودة لدى أمهاتهم وهذا ما لسنا في حاجة اليه.. اما ان وجد بالفعل في هذا الوقت رجل يبحث عن المرأة غير الذكية لغاية في نفسه فهذا لا يعني نقصا في امرأة اليوم بقدر ما يعنيه سطحية وتفاهة ذلك الرجل كما أود أن أقول للأخت مها.. ثقي أن كل امرأة ممن حولك تتمنى أن تجد ذلك الرجل الذي يمارس كافة مسؤولياته دون الرجوع اليها بينما تبقى هي مستريحة الذهن والبدن،، أخيراً.. يبقى أن أقول بأن الحكم على الآخرين من خلال زاوية ضيقة سيكون حكماً مجحفاً ولعلنا نجد العذر للأخت مها حيث من الواضح أنها تنقصها الخبرة والممارسة الكافية وأتمنى أن أطلع على رأيها حول هذا الموضوع بعد عشر سنوات مثلاً. ودمتم بخير