وسط أجواء احتفالية شبيهة بمهرجانات "هوليود" و"كان" أطلقت الليلة قبل الماضية السبت إشارة افتتاح الدورة الثانية والعشرين من مهرجان ايام قرطاج السينمائية بحضور عدد من مشاهير السينما العالمية وبعرض فيلم"هي فوضى" للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين. وفرش منظمو الدورة سجادا أحمر طويلا بشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة وامتد حتى مدخل المسرح البلدي حيث اقيم حفل الافتتاح بحضور سينمائيين عرب وافارقة وغربيين ابرزهم عزت العلايلي وخالد يوسف من مصر وفريدريك ميتران من فرنسا. وقبالة المسرح البلدي استمتع الناس بموسيقى كلاسيكية هادئة أعطت انطباعا عن النضج الذي بلغه أعرق مهرجان سينمائي في افريقيا والعالم العربي. وتهافتت عدسات المصورين على ضيوف المهرجان ومن بينهم التونسية درة زروق وخالد صالح وخالد يوسف وعزت العلايلي وخالد نبوي من مصر وايمانويل بيار من فرنسا ومارك مولر مدير مهرجان البندقية السينمائي. بعد ذلك عرض فيلم وثائقي خصص لتكريم ثلاثة سينمائيين احتضنهم المهرجان منذ بداياتهم وحتى شهرتهم وهم المخرج المصري الراحل يوسف شاهين والمنتج التونسي أحمد بهاء الدين عطية والمخرج السنغالي صامبي عصمان. ومنحت ادارة المهرجان "التانيت الشرفي" لهذه الاسماء التي صبغت اسماءها في تاريخ السينما العربية والافريقية.وهذه أول مرة يمنح المهرجان تانيتا شرفيا اعترافا لما قدمه هؤلاء للسينما. وتواصلت الاجواء الاحتفالية حتى داخل المسرح ليفاجئ الموسيقي السنغالي اسماعيل لو الحضور بالصعود على المسرح ليردد احدى اغنياته على الجيتار وسط تفاعل وذهول الحاضرين الذين لم يتعودوا على مثل البهرج في كل الدورات السابقة. وطالما ما واجه مهرجان ايام قرطاج السينمائية انتقادات بأنه يهمل الجوانب التنظيمية مقارنة بمهرجانات عربية حديثة اكتسبت شهرة عالمية مثل مهرجان ابو ظبي. لكن اغلب الحاضرين اقروا ان الطابع الاحتفالي المميز هذا العام جعل المهرجان يكتسب بريقا وتوجها من حيث مستوى السينما المعروضة ومن حيث الجمالية الشكلية ايضا. وقدمت مغنية تونسية تدعى غالية بن علي بمرافقة عازف على العود اغنية من موسيقى"المألوف التونسي" استمتع بها ضيوف المهرجان قبل ان يعلن وزير الثقافة التونسي عبد الرؤوف الباسطي عن اعطاء اشارة افتتاح المهرجان. ومهرجان قرطاج السينمائي أعرق حدث سينمائي في افريقيا والعالم العربي إذ تأسس عام 1966ويقام كل عامين بالتناوب مع مهرجان قرطاج المسرحي. بعد ذلك تم عرض فيلم (هي فوضى) "تكريما ليوسف شاهين واعتبارا لانه فيلم متميز يحمل دلالات ورسائل سياسية ولأنه يمثل خلاصة تجارب شاهين السينمائية." وتستمر ايام قرطاج السينمائية حتى مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل يعرض في اطارها اكثر من 150فيلما من اوروبا وآسيا وافريقيا والولايات المتحدة. ويتنافس 55فيلما طويلا وقصيرا من النوع الروائي والتسجيلي من 18دولة عربية وافريقية على "التانيت" الذهبي للدورة وقدرت قيمتها ب 20الف دولار. كما يحتفي المهرجان بالسينما الفلسطينية تحت عنوان "ضد النسيان" و"السينما الجزائرية والتركية وايضا الفرنسية من خلال المنتج الفرنسي امبير بلزان الذي عرف بدعمه لسينما الجنوب. ويتضمن المهرجان نشاطات اخرى من بينها "بانوراما" و"سينماءات من العالم" و"حصص خاصة". ويترأس الأديب الجزائري يسمينة خضراء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية والمكونة من ستة اعضاء هم النوري بوزيد من تونس واسماعيل لو من السنغال وعزت العلايلي من مصر وايمانويل بيار من فرنسا ورحمتو كايتا من النيجر وسندرا دان هامر من هولندا. وتبلغ قيمة جائزة التانيت الذهبية (الجائزة الكبرى) وهي رمز المهرجان نحو 20الف دينار تونسي (حوالي 18الف دولار امريكي).