قبل أكثر من أسبوع نشر أحد المواقع الإخبارية الإليكترونية خبراً ينقل فيه رداً للأستاذ أحمد الشقيري مقدم ومعد برنامج "خواطر" عن أحد المعلومات التي أوردها في أحد حلقات برنامجه في شهر رمضان الكريم حول انتشار العلاقات الغرامية المحرمة في مجتمعنا الإسلامي بين الشباب والشابات، الشقيري تحدث بكلام عام عن مسألة النسبة الغالبية التي صرح بها في حلقة "كلاكيع"، ولم يدر بباله ما ستقود إليه الأحداث بعد ذلك، وأن هناك من سيدعو ويحرّض إلى رفع قضية قذف جماعية ضده، وأن هناك من سيتهم بيئته والمنطقة التي ينتمي لها، وأن هناك من سيورد سيرة عرضه في تساؤلات تعبر عن دونية التفكير وقصر النظر. في الحقيقة أنا لست من المتابعين بشكل جدي لبرنامج "خواطر"، لكنني أعرف مستوى الشعبية في الجيل الموجه إليه، كما أنني أتحفظ بوجهات نظر خاصة بي أختلف فيها مع الأستاذ الشقيري، منها أن البرنامج يبدو في كثير من الأحيان يحتاج إلى بذل مزيد جهد في الإعداد، لكنني كنت دائماً ما أتوقف عن ملاحظاتي مع إدراكي لما يحمله عنوان البرنامج "خواطر" من معنى. منهج برنامج الشقيري، وما توحي به هيئته التي تبدو في نظر الكثيرين منا، متناقضة مع هدف البرنامج، هو أمر جديد ليس من السهل على مجتمعنا تقبله، لكن المشكلة الحقيقية أن المجتمع هو من افترض في شخص الشقيري ما لم يطلبه، فقد افترضوا أنه يحاول أن يصبح شيخاً أو طالب علم، بينما لم يقدم في برنامجه سوى أفكار شاب مسلم يقلقه حال المجتمع، وليس من حق أحد أن يمنعه من طرح قلقه وتساؤلاته، ثم إنه حتى في الاختلاف مع طروحاته، لم يكن هناك داع لكل ذلك الهجوم العاصف، بيد أننا نفضل نهش اللحوم على الدخول في نقاشات فكرية قد تقودنا إلى الحق، وتنير ما أظلمه الزمن من تراثنا الفكري.