تنتشر الحصون والقصبات المنيعة في كل مكان من تنومة شأنها في ذلك شأن الكثير من مناطق المنطقة، وهي ذات طراز معماري فريد يشير إلى ما كان يتمتع به الإنسان في هذه المنطقة من قوة وجلادة وحضارة متجذرة في أعماق التاريخ و ولا يزال كثير من القلاع والحصون صامدا على مر الأزمان ليحكي للأجيال جيلا بعد جيل قصة كفاح وصمود ومعاناة وألم، وليسطر للتاريخ فصولا من التحدي ولتشهد على قصة حضارة وفنون لإنسان هذه الأرض. والحصون في منطقة عسير على وجه العموم تختلف من في أشكالها من مكان إلى آخر فمنها المستطيل ومنها المربع والدائري كما تختلف من حيث الارتفاع والمساحة فمنها كبير الحجم وبعضها متوسط أو صغير الحجم ويرجع سبب هذه الاختلافات في الغالب إلى اختلاف الهدف من بنائها فبعضها يستخدم للدفاع عن المدينة أو القرية وبعضها يستخدم إلى جانب مهماته الدفاعية لأغراض السكن وتخزين الحبوب كما في الحصون ذات المساحات الكبيرة وتبنى الحصون من الحجارة المتوفرة في المنطقة وأشكالها في تنومة غالبا على هيئة الشكل المربع المتسع من الأسفل والضيق في جزئه العلوي وتمتاز هذه الحصون بمناعتها حيث يصعب على المهاجمين اقتحامها ويتراوح ارتفاعها ما بين عشرة إلى عشرين مترا تقريبا ولها نوافذ وفتحات صغيرة متسعة من الداخل وتضيق من الخارج تسمى (بروج) حتى يتم من خلالها متابعة الأعداء دون أن يروهم أو يحسوا بهم. أما سقوفها فهي مسقوفة بالخشب ولها درج داخلي يمكن بواسطته الصعود إلى الأدوار العليا حيث إن كل حصن يتكون من عدد من الأدوار.. كما تحتوي الحصون الكبيرة مساحة على عدد من الغرف المتقاسمة بين بعض أفراد القبيلة. واستخدامات الحصون كثيرة ومتعددة فمنها ما يستخدم في الحروب قديما ومنها ما كان للسكن والإقامة ومنها ما يكون لحراسة المزارع ومراقبتها خاصة في مواسم الحصاد، وبالنسبة لتاريخ بنائها فهي مختلفة من حصن إلى آخر فبعضها قديم لا يعلم متى تم إنشاؤه وبعضها حديث إلى حد ما ويتذكر الأجداد متى تم بناؤه، ومن خلال تنوع هذه الحصون يمكن للباحثين استخدامها كوسائل مساعدة لكشف الغموض حول تاريخ المنطقة قديما وذلك نظرا لندرة المصادر التاريخية عن المنطقة. عن الكثير من هذه القلاع لا زال بحالة جيدة لم يؤثر عليه الزمن ولكن مع الأسف فإن الكثير منها مهمل الآن تماما إلا القليل منها التي يتم الاهتمام بها من بعض المثقفين والمهتمين من أبناء المنطقة حيث قام الأستاذ الدكتور عبد الله أبو داهش بترميم حصن طويل يقع بالقرب من منزله في حي وديع بمدينة تنومة ويأتي ذلك في إطار حرصه واهتمامه بالمعالم الأثرية بالمنطقة حيث اصدر الدكتور أبو داهش العديد من الكتب التي تبحث في تاريخ المنطقة لا سيما في العصور الإسلامية، كما ألقى الكثير من المحاضرات الثقافية حول هذا الموضوع.