تحولت قلاع وحصون محافظة تربة من دروع كانت تستخدم للحماية الأمنية في السابق إلى وجهات سياحية جديدة ، وصارت محط أنظار الزوار ؛ ليقفوا على حقبة تاريخية عاشتها تربة منذ مئات السنين ، ويشاهدوا قوة بأس الأجداد الذين شيدوها في وقت يفتقر للآلات الحديثة ووسائل البناء. وتتميز تربة التي تتبع إداريا لإمارة مكةالمكرمة بوجود قلاع وحصون قديمة وأبراج ذات أشكال مختلفة منها الدائري والمربع ، حيث أنشئت جميعها في العصور القديمة على طول وادي تربة وفي المرتفعات والمناطق الداخلية المحيطة بالمزارع وعلى مشارف المدن. وتحولت بعض القلاع والحصون إلى أثر بعد عين ، فيما لايزال بعضها الآخر يقاوم عوامل التعرية وظروف المناخ رغم عمرها الطويل الذي تجاوز - بحسب مصادر تاريخية - أكثر من خمسة عقود . وعمد سكان تربة لبناء هذه الحصون لتكون بمثابة مراكز دفاعية أمنية عن التجمعات السكنية والمزارع ، لذا فإن البناة قاموا بزيادة عدد الأبراج ورفع المتاريس وإيجاد ساتر صخري محدث به فتحات صغيرة تطل باتجاه الخارج حتى تتيح للمدافعين أفضل رؤية للأعداء إذا ما حاولوا الاقتراب من المنطقة. وبنيت القلاع من مواد البيئة الطبيعية ، ولكنها تختلف تبعاً للموقع الذي تقام عليه وما يتوافر في هذا الموقع أو ذلك من موارد طبيعية ففي المناطق الجبلية التي تشرف الحصون على المزارع والواحات لحمايتها كما هو الحال في حصن " الرياحي " وحصن " الطويل " فإن مواد بنائه تعتمد غالبا على الحجارة للجدران وتدعيم الأبراج بالجص وتشبيع السقف بجذوع النخيل والأثل. أما في السهول والمزارع فإن الحصون تكون عادة من الطين والقش المجفف الذي يساعد على تماسك البناء ، ونموذج ذلك قلعة " شنقل " الذي لبس جداره الخارجي بطبقة ناعمة من الطين لأهداف أمنية حتى لايتمكن اللصوص والغزاة من تسلقه ، أما سطح الجدار الداخلي فكسي بطلاء أبيض. والزائر لهذه القلاع والحصون في مزارع وأودية ومرتفعات محافظة تربة يلاحظ بنائها على شكل طوابق يعلوه سقف الحصن الذي يرتفع مايقارب المترين يتخذه الحماة مرصداً بينما يستخدم الدوران الأرضي والأول للنوم وصنع الغذاء. يقول مشرف النشاط الطلابي بمكتب التربية والتعليم بمحافظة تربة محمد بن سعد أن تربة تزخر بالعديد من الحصون والقلاع القديمة التي تعد حاليا من المعالم التاريخية والسياحية في المحافظة التي تحكي قصة إنسان هذه الأرض مع الأصالة وما مرت به المنطقة من هجرات من داخل الجزيرة إلى ساحل الخليج واليمن. // انتهى //