قبل البدء، وعند المنتهى، وما بين البدء والمنتهى، ودائماً نسجل التقدير، والإكبار، والاعتزاز للمؤسسة الأمنية على جهودها المتميزة في متابعة، وملاحقة المتطرفين، والتصدي لمخططاتهم الإجرامية التي تستهدف الوطن، والإنسان، والمكتسبات، ونضالات الوعي، والمعرفة، والتحديث، والتطور. فقد أثبتت أجهزة المؤسسة الأمنية أنها تحمل الوطن، وأمن المواطن في داخلها قناعة، وإيماناً، وسلوكاً، وفعل ممارسة، وأن الإرث الجغرافي والتاريخي، والمكتسب القومي جميعها خطوط حمراء لا يمكن العبث بها، أو اختبار ردة الفعل تجاه من لديه شرور، ونوايا، إن لم نقل أمراضاً للنيل منها. دوماً نقف باعتزاز، وطمأنينة أمام إنجازات المؤسسة الأمنية، ونطمئن إلى حاضرنا، ومستقبلاتنا، ووحدة وطننا، وهذا أقل ما يمكن أن نسجله للقوى الأمنية، وقياداتها، والساهرين حراساً أمناء على تراب الأرض من مائها إلى مائها. نضع نقطة على السطر. وننتقل، لنفتح التساؤلات، وننشد الأجوبة. يوم أمس بدأت محاكمة عدد من المتطرفين، والإرهابيين الذين نذروا أنفسهم للشيطان، وعقدوا معه تواطؤاً شريراً لزعزعة أمن هذا الوطن، وإرهاب مواطنه، وتدمير منجزاته العلمية، والاقتصادية، والحياتية، ومحاولة تحويله (يأبى الله) إلى حالة فوضى، ودمار، وتصدعات، وانهيارات. ومثلوا أمام قضاء نجزم بعدالته، ورؤيته الشاملة، وابتعاده عن التسييس، والأغراض، والمتاجرات. كما هو يحدث في بعض الأنظمة القريبة. وهذا الحدث وإن طال انتظاره نأمل أن يكون شفافاً مع الرأي العام المحلي، والمحلي بالذات. فيكون المواطن على تماس دائم، وتتوفر لديه المعلومات التي تجيب عن الأسئلة الكبيرة، والكثيرة حول هؤلاء، وحول أهدافهم، وخططهم، وغاياتهم، بمعنى أن يجيب سير المحاكمات عن اسئلة من نوع. - من موّل..؟؟ - من درّب..؟؟ - من عمل على الاستقطاب..؟؟ - ما هي الأهداف..؟؟ - من وفر الإمكانات اللوجستية، والمادية، وأدوات القتل، والتدمير؟؟ - أين كانت بؤر التفريخ العفنة والكريهة..؟؟ - ما هي الامتدادات..؟؟ وأسئلة كثيرة من هذا النوع. لكي يكون المواطن على بينة، ووعي بالشرور، والمخططات التي تستهدفه. ويكون بمقدوره التعامل بوضوح ورؤية مع كل المخاطر، وأماكن الشر داخلياً، وخارجياً. لقد مرت حادثة الحرم الشريف، وسيئ الذكر جهيمان العتيبي، ولم نستفد كثيراً من دروسها، وعبرها. ولا نريد أن تمر هذه الأحداث - أيضاً - دون أن نكشف كل شيء. إنه تحصين، وأخذ العبر، والدروس من الأحداث كي لا تتكرر.