هذه الدولة وهذا الكيان ومنذ تأسيسها وتوحيدها على يد الملك عبدالعزيز ورجاله الأبطال الأوفياء، كانت ولا تزال تتعرض لحملات مسعورة ومغرضة من كل حدب وصوب، ومنذ ذلك الحين وهذه البلاد مستهدفة من الأعداء، أعداء الله والدين وأعداء الإنسانية، لأن الذي يسعى في الأرض فساداً ويعمل على التخريب والتدمير إنما هو عدو للإنسانية بالدرجة الأولى، ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا وهذه البلاد تتعرض لحملات مسعورة إعلامية وسياسية وعقائدية وغيرها، كما أنها كانت ولا تزال تتعرض لمخططات إجرامية تمثلت في شتى الصنوف والألوان، فمن الدسائس المغرضة للمساس بالعقيدة والمقدسات، إلى حملات التهريب من مخدرات وسموم، إلى مخططات إرهابية وإجرامية تستهدف أمن البلد واستقراره، إلى محاولات التغرير بشباب هذه الأمة رجالاً ونساء، وإفساد المجتمع بأساليب الدمار والانحراف، وتدمير قيمه وأخلاقه، إذاً هذه البلاد مستهدفة في الصميم في عقيدتها وقيمها وأمنها ومستقبلها، وهذه حقيقة أصبحت من المسلمات وبدون أدنى شك أستطيع القول، ومن خلال الأحداث الأخيرة من عمليات إرهابية وتخريبية، ومحاولات تهريب المخدرات على النحو الذي رأيناها وشاهده الجميع، بأن المملكة تكاد تكون أكثر دولة في هذا الكون مستهدفة، وفي الأمور الثلاثة المهمة التي ذكرناها. الذي يتضح بجلاء تام هو أن هذا الاستهداف يزداد يوماً بعد يوم ويتخذ أشكالاً عدة، وذلك يرجع إلى كون هذه البلاد هي بلاد الحرمين الشريفين وبها مهبط الوحي وقبلة المسلمين، وهذه هي الركيزة الأساسية والمحورية التي ينطلق منها الأعداء ويحاولون جاهدين وبشتى الوسائل النيل من هذا الوطن، ولذلك أكاد أجزم، وغيري كثير ومن هم أعلم وأدرى ببواطن الأمور من سياسية وعقائدية وتاريخية، بأن الذي يستهدف هذه البلاد إنما يستهدف العقيدة بالدرجة الأولى، ولكن هذه البلاد محمية من الله عز وجل واستجابة لدعوة أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام (ربي اجعل هذا البلد آمناً وارزق أهله من الثمرات)، ثم إن هذه البلاد محل أنظار وأحقاد لما حباها الله من الثروات والخيرات، وهذا سبب آخر، ومن خلال متابعة الأحداث والعمليات الأخيرة التي أحبطت الكثير من المخططات الإجرامية القذرة لتهريب كميات كبيرة من المخدرات على يد رجال الأمن البواسل، فإنه لا يسعنا سوى أن نقدم تحيات شكر وتقدير لرجال وأفراد مكافحة المخدرات الأشاوس وحرس الحدود في البر والسواحل وجميع المنافذ، نقدم لهم تحيات إجلال وإكبار وكلنا فخر واعتزاز بهم، أولئك الرجال الذين يتصدون بصدورهم ويخاطرون بأرواحهم من أجل سلامة الوطن والمواطن الذين هم – بعد الله – الدرع الواقية والسياح المنيعة لهذا الوطن، ويقفون بكل شجاعة وشموخ في وجه سماسرة الشر والسموم الذين ينفذون مخططات الأعداء المتربصين بهذا الوطن، ويشكلون شوكة حادة في نحورهم، ويقفون لهم بالمرصاد (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)، ومن خلال حجم المخدرات التي ضبطت يتبين حجم الاستهداف. لقد كانت مشاهد الصور التي بثت أخيراً مخيفة وخطرة، تلك الشاحنة الضخمة التي خزنت بها المخدرات والبطاريات الضخمة التي تمت بها محاولة التهريب، ولم أشاهد في حياتي عمليات تهريب بهذا الشكل، وأظن الكثير من الناس يشاطرونني هذا الرأي، لذا وجب على الجميع اليقظة والحذر والتصدي للمغرضين والحاقدين (انفروا خفافاً وثقالاً)... نعم هو جهاد في سبيل الله، كما قال نائب وزير الداخلية، وهي حرب ومواجهة مستمرة مع أولئك الأشرار المفسدين في الأرض، حمى الله هذا الوطن من كل الشرور والأشرار والعابثين.