أكد خبراء اقتصاديون أن الاخبار الدولية السلبية ستتقلص آثارها على السوق المحلي وستكون ذات تأثير محدود بعد التصاريح الجيدة من المسؤولين عن القطاع المالي في المملكة بعكس الفترة الماضية والتي تأثر معها السوق السعودي بتداعيات عدة أخبار متعلقة بالازمة العالمية أدت لموجة هبوط قوية طوال الايام الماضية على أثر الازمة المالية العالمية، مشددين على أن الصورة اتضحت بالنسبة لآثار الازمة العالمية ولن تكون هناك خلال الفترة المقبلة أخبار سلبية قوية قد تؤثر في سوق المال السعودي والذي حقق نتائج ايجابية في اليومين الماضيين. وامتدح الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجه أداء السوق السعودي في تعاملات اليومين الماضيين، معتبرا أن نتائج تطمينات وزير المالية ومسؤولي مؤسسة النقد بدأت تظهر آثارها على السطح من خلال عودة بعض الثقة لدى المستثمرين وكانت لها أصداء إيجابية على السوق المالية بارتفاع جيد للغاية. وأضاف: "بالإضافة لتصريحات عدد من القطاعات العالمية إلا أن تصريحات المسؤولين المحليين كانت الباعث الأكبر على تهدئة المتعاملين في السوق من موجة الذعر التي اكتسحت السوق خلال الايام الماضية، خاصة وأن مؤسسة النقد قد قطعت وعودا عملية بالتدخل والدعم في حال نقص السيولة لدى البنوك، كما أن تصريح وزير المالية بانخفاض معدلات التضخم كان له عدة آثار إيجابية على عدد من الاصعدة وانخفاض اسعار عدد من السلع منذ بداية الازمة". وأعتبر أن اجتماعات مسؤولي الدول السبع و كذلك صندوق النقد الدولي دعمت الأسواق العالمية بشكل عام وذلك لثقة مستثمري هذه الأسواق بما تملكه هذه الدول والمؤسسات الدوليه من إمكانات تنتشل الاسواق العالمية من هذه الازمة وتمنع أية موجة كساد عالمية. وأكد باعجاجه أن أزمة الثقة في الاسواق العالمية وفي السوق السعودي على وجه الخصوص ستستمر وذلك للمخاوف الكبيرة التي تعتري المستثمرين بسبب حالة "الضياع" التي يعيشها السوق. وأضاف "الثقة انعدمت في الفترة الماضية ولن تعود الثقة كما كانت إلا تدريجيا وعبر فترة طويلة إذا ما استمرت تعاملات السوق ترتفع بشكل ثابت وايجابي خاصة اذا تجاوز حاجز السبعة الاف نقطة بقوة فهنا نستطيع أن نقول إن جزءا كبيرا من الثقة عاد الى السوق مع اعتقادي أنه من الصعب دخول أموال جديدة للسوق في الفترة القصيرة المقبلة". وتوقع باعجاجه استمرار ايجابية تعاملات السوق السعودي خلال الايام المقبلة لوجود العديد من وسائل الدعم بالاضافة لاعلان الشركات المتتابع لأرباحها عن الربع الثالث من العام الحالي، معتبرا هذه العوامل محفزة حتى لو حدثت انخفاضات طفيفة ولن تعيق مسيرة السوق في الصعود خلال الفترة القادمة بوجود عدد من المؤشرات الايجابية. وطالب باعجاجه المسؤولين الماليين في المملكة بالمزيد من التصاريح الدورية العاجلة للتعبير عن ما يحدث من تغيرات في السوق المالي، معتبرا أن أي تأخير في التصاريح قد يسبب ما لا تحمد عقباه بالنسبة لجملة المستثمرين. ومن جهته قال المحلل المالي محمد العمران إن عودة السوق القوية تعتبر "ردة فعل" نتيجة المبالغة في موجات الهبوط الحادة وان موجة الصعود أتت في المقام الأول لسد ثغرات كبيرة أحدثتها مراحل الهبوط في السوق المالية. وأضاف "لمسنا من خلال تعاملات امس وامس الاول ايجابية كبيرة من خلال قيم التداولات المرتفعة وأتت بعد نهاية مسار هابط مما ينبئ بإذن الله أن هذا الارتفاع حقيقي مشيرا إلى أنه لا زال لدى البعض خوف من أن هذه الارتفاعات قد تكون وهمية وهذا وارد وقد نرى خلال الايام المقبلة جني أرباح وهذا امر طبيعي ولكن لدينا التفاؤل أنه بالرغم من جني الارباح سنكون باتجاه صاعد وأتوقع أن يكون السوق على المدى القصير في مسار صاعد وبالنسبة للمدى الطويل لا زلنا في مسار هابط، إلا أن المسار الصاعد على المدى القصير والذي نتحدث عنه يستهدف حاجز السبعة الاف نقطة ويمكن أن نراه في بداية الاسبوع القادم". وأكد أن مجموعة من التدخلات والقرارات الدولية المتلاحقة أتت بشكل عاجل لوضع حد للأزمة العالمية والنزيف المستمر في الأسواق المالية العالمية و كانت موجهة في المقام الاول لمنح استقرار للانظمة المصرفية كونها السبب الرئيسي في أزمة الاسواق العالمية، معتبرا أن هذه القرارات طالما أنها تصب في هذا الاتجاه هي ما سيقلل من المخاطر على القطاعات المصرفية العالمية وهو ماشهدنا من خلال انعكاسات ايجابية. وعن كفاءة المسؤولين الماليين في التعامل مع هذه الازمة مقارنة بعدد من الدول العالمية قال العمران،: "الجميع كانوا يسيرون في اتجاه واحد ولهدف واحد وهو إصدار قرارات تعزز الثقة بالمصارف وانعاش الاسواق المالية، بالنسبة لاليات التطبيق كانت مختلفة.. في دول الخليج كان هناك أيضا اختلاف كبير في التعاطي مع هذه الازمة فهناك دول أقدمت على تخفيض اسعار الفائدة بينما دول أخرى رفضت هذا الامر ومن بينها المملكة وهذه الدول قامت بتخفيض الاحتياطي القانوني وتخفيض السعر الريبو الخاص بعمليات الاقراض فقط، وفي المجمل كانت كل هذه القرارات لهدف واحد". وتوقع العمران أن جني الارباح سيكون أمراً صحياً ولن يؤثر في المسار التصاعدي على عكس استمرار السوق في مسار تصاعدي على عدة ايام مضيفا "هنا يكون السوق مقلقا، ارتفاع السوق ليوم أو يومين ومن ثم يجني أرباحاً أفضل ونحن نقول إنه لا بد من وجود فرصة للمتشائمين ليجنوا ارباحاً ويسيطروا على تعاملات السوق كما هو متوقع وبشكل عام هذا ليس معناه أن هناك خطرا على السوق".