جميعنا يعرف لغة الجسد (Body Language) أو ما يُعرف علمياً باللغة غير اللفظية والتي تُشكل جزءاً كبيراً من حوارنا اليومي، لدرجة تزيد على ما نسبتهُ 60% من تواصلنا مع الآخرين. وقد لا نُدرك قيمة هذا النوع من التواصل أو حتى نعرف مدى إجادتنا له إلا إذا قررنا تخصيص يوم للتركيز على حركاتنا وإيماءاتنا ونبرات الصوت لدينا ولدى الآخرين لنعرف كيفية ومدى إرسالنا لهذه الرسائل للآخرين وكذلك جودة استقبالنا وتفسيرنا لرسائلهم أيضاً. حيثُ مما لا شك فيه أننا نُؤثر ونتأثر بهذه اللغة، لدرجة أنه في حال وصول رسالة لفظية إليك وفي نفس الوقت رافقتها رسالة غير لفظية، فإنك في الغالب ستأخذ بالرسالة غير اللفظية وتُهمل ما ذكرهُ الطرف الآخر!!. يقول (آلان بييز) المهتم والخبير بلغة الجسد: "لدي تعريف لحدة الملاحظة لدى شخص ما وهي عندما يكون قادراً على رصد ما بين كلمات مُحدثه ولغة جسدهِ من تناقضات!". وتتميز النساء بقراءتهن لتلك الرسائل أكثر من الرجال، فقد أظهر بحث أجراه علماء النفس في (جامعة هارفرد) أن النساء ينتبهن أكثر من الرجال بكثير للغة الجسد، فقد عرضوا على المشاركين في البحث أفلاماً قصيرة بدون إظهار الصوت لشخصين يتحدثان، وطلبوا منهم تفسير ما كان يدور بينهما بقراءة تعبيراتهما. فأظهرت النتائج أن النساء استطعن قراءة الموقف بدقة في 87% من الحالات، بينما أحرز الرجال ما نسبتهُ 42% فقط . وقد فسر العلماء تفوق المرأة لأنها خلال السنوات الأولى تعتمد على الملاحظة غير اللفظية لتتواصل مع طفلها، ولهذا السبب أيضاً فإن النساء غالباً ما يكُنّ مُفاوضات لماحات أكثر من الرجال لأنهن يُمارسن قراءة الإشارات أو اللغة غير اللفظية مُبكراً. ولعل ذلك ما يجعل قليلاً من الرجال هم الذين يستطيعون الكذب على زوجاتهم من دون أن ينكشف أمرهم! ولكن ماذا عن لغة جسدنا وتصرفاتنا غير اللفظية (المكتسبة) والتي يختلف تفسيرها ثقافياً؟! لهذه حكاية أخرى في مقال قادم بإذن الله. @@ وقفة: (أيها الناس لا تُضمروا لنا بُغضاً فإنه والله من يُضمر لنا بغضاً نُدركه في صفحاتِ وجههِ ولمحات عينيه). الخليفة المأمون.