لم تحقق هذه الأغنية شهرتها إلا بعد مرور عام على صدور ألبوم فرقة (جنز أند روزيس - أسلحة وورود) الأول "شهوة التدمير" عام 1987م، الألبوم الذي حصد شهرة غير مسبوقة فيما بعد، جعل الفرقة تعيد إصدار أغنية "مرحباً بك في الأدغال" من نفس الألبوم، لتكون الاثنتان من أشهر الأعمال التي قدمتها الفرقة في تاريخها اللامع قبل انفصال عام 1995م. عناصر الشهرة التي تحققت للأغنية تبدو مثيرة في استقرائها، فمدخلها الرئيسي كان عبارة عن لحظة عبث بين عازف الجيتار الرئيسي سلاش وقارع الطبول ستيفن ألدر، وفيما كان سلاش مستمراً في العزف على جيتاره بتلك الطريقة الجنونية ممارساً حركات العبث بوجهه، طلب منه عازف الإيقاع إيزي الاستمرار مضيفاً بعض الألحان الوترية، ألدر قام بإضافة طرقاته أيضاً، فيما كان أكسل روز مغني الفرقة واقفاً ينظر بإعجاب لما يفعلونه، لكن سلاش المبتدع الأساسي لم يعجبه كل ذلك، وبقي فترة طويلة وهو يشعر بالكره لهذا العمل، على الرغم من شهرة مدخلها الذي ظل يشكل علامة فارقة في تاريخه. القصيدة الغنائية كانت في الأصل جزءاً من قصيدة شعرية، كتبها أكسل روز في حبيبته التي تزوجها فيما بعد عام 1991م وطلقها بعد شهر واحد فقط، إيرين إفرلي. تم اقتطاع المقطع الثالث من القصيدة الشعرية بحسب ما كان يرى منتج الفرقة سبنسر بروفر، الذي اعتقد أن المقطع سيجعل منها أغنية طويلة، وهو ما سيؤثر على مبيعاتها في السوق حال الإصدار، كما أن بروفر هو من اقترح الانكسار الأخير في الأغنية لإنهائها، وهو ما وافقت عليه الفرقة في الحالتين، وكان صائباً في النهاية. الكلمات لا تختبئ خلف ترميزات معينة، كما أنها تطرق مجالاً ليس شائعاً في صنفها، فالقصة بشكل بسيط عبارة عن رسالة عاطفية من محب لمحبوبته، يروي فيها مشاعره البالغة التي يولدها الحب، يغلو قليلاً في أوصاف حبيبته، كواقع أغلب الشعراء في معظم الثقافات، لكنه يخشى فقدان هذا الحب، مما يجعله يبكي أحياناً. باعتقادي أن هذا ليس السر خلف شهرتها، بقدر ما يكون اللحن الواقف بقوة خلفها هو سر الشهرة، وبالذات مقطعا العزف المنفرد على الجيتار لسلاش، والذي تم حذف أحدهما في نسخ الأغنية التي تم إذاعتها على محطات الإذاعة الأمريكية، كما تم حذف المدخل في بعضها أيضاً، وهو ما جعل أكسل روز يصرح باستيائه أكثر من مرة. في نسخة الفيديو المصورة، تؤدي الفرقة هذه الأغنية في مستودع مهجور، وكأنها تقوم بجلسة تسجيل، يحيط تقنيو الصوت وعمال النقل بالفرقة، كما أن خطيبات وزوجات أعضاء الفرقة متواجدون في جلسة التسجيل يتابعون ذويهم وهم يسجلون الأغنية، مما جعل من الغريب حصول ذلك الرواج والشهرة لهذه النسخة البسيطة في فكرتها وطريقة تصويرها، والتي فازت بجائزة الإم تي في عام 1989م. تصنف هذه الأغنية عالياً في أغلب الاستفتاءات التي تختص بالعزف المنفرد أو إيقاعات الروك، كما أنها تحصل على مراتب متقدمة في قوائم الأفضل للأعمال الغنائية في التاريخ، مثل قوائم البيلبورد والرولينغ ستونز. تم إعادة تسجيل وتوزيع الأغنية مراراً، أشهرها نسخة المغنية الأمريكية شيريل كرو، والتي حصدت بها جائزة الغرامي لعام 1999م عن أفضل أداء صوتي لإمرأة في صنف الروك، كما ظهرت هذه النسخة في عدد من الأفلام الأمريكية مثل فيلم "الأب الكبير - بيغ دادي"، هناك نسخ أخرى لتكساس ولينكن بارك وغيرهم، كما تم اقتباس المدخل في أغنية لفرقة رد هوت تشيلي بيببر.