في خضم الانهيارات وحملات التملك والاندماج المصرفية، أوقف القاضي بالمحكمة العليا الأمريكية عملية اندماج مصرفي "واكوفيا" و"ويلز فارغو" مؤقتاً وفقاً لبيان صحفي صادر عن مجموعة "سيتي غروب"، التي تحاول تملك المصرف الأول. ووفقاً للبيان، فقد أصدر القاضي بمحكمة الولاية العليا، تشارلز راموس أمره بوقف الاندماج بين واكوفيا وويلز فارغو، طالباً مثول كل من سيتي غروب وواكوفيا أمامه الجمعة. وشهدت الأيام الأخيرة ضغوطاً كبيرة على واكوفيا وويلز فارغو من قبل سيتي غروب لوقف خطط اندماجهما، بعد أن دخلت الأخيرة في اتفاقية حصرية مع الأول، بموجب صفقة تمت بمساعدة مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية FDIC أوائل الأسبوع الماضي. وبموجب الصفقة، عرضت سيتي غروب تملك واكوفيا، الذي يتخذ من تشارلوت بولاية نورث كارولينا مقراً له، مقابل 2.2مليار دولار. غير أنه بعد أربعة أيام، وتحديداً يوم الجمعة الماضي، قالت "ويلز فارغو" إنها بصدد شراء واكوفيا. ويبدو أن مزاعم مجموعة "سيتي غروب"، التي يمتلك الأمير السعودي الوليد بن طلال أسهماً فيها، مشروعة بتحدي صفقة "ويلز فارغو." فقد حصل موقع CNNMoney.com على نسخة من الاتفاقية الحصرية بين "سيتي غروب" و"واكوفيا"، وتكشف فيها أن المصرف الأخير وافق على عدم البحث عن مشتر آخر، وعدم تقديم أي معلومات أو الدخول بأي محادثات قد تسهل الأمور على المنافسين. ومن المتوقع أن يجعل فوز "ويلز فارغو" بالصفقة الشركة، التي تنتشر عملياتها وفروعها في منطقتي الغرب الأوسط والساحل الغربي للولايات المتحدة، بوصفها المهيمنة على العمليات المصرفية من شرق البلاد إلى غربها. أما إذا انتصرت سيتي غروب في مسعاها، فإنه سيشكل خطوة هائلة في مجال العمليات المصرفية الصغيرة، وهي العمليات التي تتأخر فيها المجموعة عن مصارف كثيرة في هذا المجال. ويشكك البعض في قدرة سيتي غروب على تطوير الأداء المصرفي بعد تملك واكوفيا، ذلك أنه سجل خسائر تصل إلى 18مليار دولار خلال الأرباع المالية الثلاثة الماضية. وكان واكوفيا"، الذي اعتبر رابع أكبر مصرف في الولاياتالمتحدة، قد أعلن عن خسائر هائلة للربع الثاني من العام الجاري، بلغت 8.9مليارات دولار. وأعلن المصرف في يوليو - تموز الماضي، أن الفترة ما بين أبريل - نيسان ويونيو - حزيران الماضيين، شهدت خسارته 4.20دولار للحصة الوافدة، مقارنة بنتائج الفترة عينها من العام الماضي، حيث كسب المصرف 2.36مليار دولار، أو ما يعادل 1.23دولار للحصة، وذلك بعد يوم على تحذير وزير الخزينة الأمريكية من "أشهر صعبة." واقتصرت العوائد التي حصل المصرف عليها خلال تلك الفترة على 7.5مليارات دولار، مقابل 8.69مليارات دولار العام الماضي، علماً أن الخبراء كانوا قد رجحوا أن تسجل العوائد 8.37مليارات دولار.