لم تكن مسيرة الليبي طارق التايب مع الهلال بتلك الصورة التي كان يأملها عشاق الفريق الأزرق وظلت طوال مشاركاته معه مملوءة بالمشاكل التي أدخلته دائرة الإيقافات على مستوى المحلي (حتى في المباريات الودية تعرض للطرد) ورغم أن أصحاب القرار أتوا به لكي يكون أضافة مهمة وورقة رابحة طيلة تجربته مع الفريق إلا أن سلبياته كانت أكثر من إيجابياته بدليل غيابه عن أكثر من مباراة مهمة بسبب الإيقاف أو للإصابة ومكوثه في غرفة العلاج فترات طويلة. ومن مشكلته العام الماضي أمام الوحدة في كأس ولي العهد إلى قضيته الحالية التي أشغلت الوسط الرياضي أثناء فترة العيد والمتمثلة بإيقافه 4أشهر وتغريمه 600ألف دولار على خلفية الشكوى ضده من نادي (غاز نتاب) التركي.. ترى لماذا المشاكل هي الطاغية على مسيرة التايب ومن المسؤول عنها وهل هو بالفعل لاعب (أبتلي به الهلال) ودفع ضريبة سوء الاختيار يضاف إلى ذلك أنه لم يقدم للفريق الهلالي ما يجعل الجميع ينصبه لاعبا مؤثراً ونادراً ما كان ورقة حسم وترجيح في المباريات المهمة ويزيد على ذلك تعاليه على زملائه والدلال الذي يحظى به وكأنه هو من صنع إنجازات الهلال وأدخله التاريخ من أوسع أبوابه. هذا جانب أما الجانب الآخر الذي يفرض التساؤل.. هل الهلاليون لا يعلمون أن قضية اللاعب تدور في أروقة المحكمة الرياضية الدولية ومنها إلى الفيفا.. لماذا لم يحركوا ساكناً من خلال المتابعة.. كيف جازفوا بالتجديد معه وهم يعلمون ان هذه القضية لم تحسم وقد يتخذ قرار (كما حدث).. ثم ما المعطيات التي على ضوئها تم التجديد معه وهل عندما فعلوا ذلك وضعت الإدارة السابقة في ذهنها كيفية حفظ حقوق النادي في حالة معاقبة اللاعب؟ يبدو أن العاطفة لعبت دورها في أن يبقى التايب فترة أخرى مع نادي الهلال دون الوضع في الاعتبار ما ستقرره المحكمة الرياضية أيضاً، أين دور الاتحاد السعودي لكرة القدم وهل كانت أمانته في معزل عن كل ما يقرره (الفيفا) بناء على قرارات المحكمة الدولية؟ يبدو أن الأمر كذلك بدليل أن الإعلام لم يعلم بذلك الا عن طريق نادي الهلال؟ @ هناك من اختزل قوة وضعف الهلال بحضور وغياب التائب لتثبيط معنويات بقية العناصر في الوقت الذي يضم الفريق في قائمته نجوماً يفوقون التائب في المهاراة والأدا ء والروح والأخلاق والمثالية وحرصاً على سمعة الفريق ومع هذا لم يحظوا بالدلال الذي حظي به التايب الذي صوره البعض وكأنه صانع أمجاد الهلال مع تهميش لأولئك النجوم الذين أخذوا على عاتقهم منذ تأسيس ناديهم وحتى الآن قيادته للبطولات والتواجد في المحافل الأقليمية والعربية والقارية والتأهل لكأس العالم للأندية قبل الغاء النسخة الثانية. @ وليدرك الهلاليون من جماهير وإدارة وأعضاء شرف أن مصير ناديهم لا يمكن أن يظل مرتبطا بلاعب معين وهو الذي دائما يصفه الكثير بمصنع النجوم ومنبع البطولات ومعقل الجماهير والممسك دائما بزمام التفوق أينما حل وارتحل. ويجب أيضا أن يدركوا أن كثيراً من الهزات التي تعرض لها الهلال بعد تعاقده مع التايب كانت بسبب هذا اللاعب.. أما لماذا فلأن هناك نجوماً في الفريق يشاركون أكثر من مشاركاته ويعطون أفضل من عطائه وينضبطون في التمارين أكثر منه ومع هذا يكون الدلال والتمجيد له الأمر الذي ينعكس على معنوياتهم داخل الملعب وبالتالي تأثر مستوى الفريق بصورة سلبية!!