معظمكم يعرف حاكم ولاية كاليفورنيا الحالي أرنولد شوارزنيغر وحقيقة أنه كان نجما سينمائيا في أفلام الأكشن... وتعد سلسلة أفلام التيرمنيتور من أنجح أفلامه وأكثرها ربحا في دور السينما العالمية. وقد نال عن الجزء الأول 10ملايين دولار وعن الثاني 20مليوناً وعن الثالث 30مليوناً (وهذا غير مشاركته في نسبة غير معلنة من أرباح الفيلم). وقبل انتخابه بفترة بسيطة انتهى من تصوير الجزء الثالث من التيرمنيتور الذي حقق أرباحا تجاوزت الخمسمائة مليون دولار. ورغم أنه وعد - خلال حملته الانتخابية - بالتوقف عن التمثيل إلا أن استوديوهات وارنر برذر عرضت عليه مؤخرا بطولة الجزء الأخير من الفيلم.. وتقول صحيفة ديلي فيرايتي ان شركة الانتاج عرضت على حاكم الولاية مبلغا يفوق الخمسين مليون دولار لقاء ظهوره في الفيلم المزمع تصويره في مطلع العام الجديد - وهذا المبلغ يفوق بأضعاف مضاعفة راتبه كحاكم لولاية كاليفورنيا وقد يغريه بنقض وعده بالتوقف عن التمثيل!! ... وسواء رفض أو قبل شوارزنيغر على المشاركة فلن يكون أول حاكم يلعب دورا مهما أمام الكاميرا ؛ فقبل شوارزنيغر شارك الرئيس الأمريكي السابق ريجان - أثناء حكمه لكاليفورنيا - في مقاطع سينمائية محدودة.. وقبل الاثنين مثل العاهل البريطانى السابق ادوارد السابع - حين كان وليا للعهد - فى فيلمين حربيين يمجدان قوة بريطانيا ونضالها ضد الألمان. أما ونستون تشرشل فارتبط بعقد مع شركة لندن للسينما عام 1934لكتابة ثلاثه سيناريوهات من بينها الفيلم الشهير "كوكيست اوف ذا اير" عام 1938.أما الرئيس الامريكى فرانكلين روزفلت فكتب السيناريو الاصلى لفيلم "سر الرئيس" عام 1936.كما كتب الديكتاتور الايطالى موسيلينى عام 1937سيناريو الفيلم الملحمى "شيبيون الافريقى" الذى يمجد انتصارات روما فى افريقيا.. اما الديكتاتور الاسبانى فرانك! فكتب فيلم "روح أمة" عام 1941.وفى سنوات اكثر حداثة اشترك الوزير الفيليبيني السابق كوركريت براموج في فيلم "الخيزران الاحمر" عام 1979.اما رئيس الوزراء الهندى السابق "موراجى ديزى" فكتب بأمر من المحكمة سيناريو فيلم "يوجيشهوار" (بعد دعوى قضائية رفعها عليه المنتج)!! اما آخر مشاركة سياسية فى السينما فهي ظهور الرئيس الحالي جورج بوش (مكرها أخاك لابطل) في فيلم فهرنهايت لجورج مور. أما سلفه الرئيس كلينتون فظهر في فيلم "الاتصال" يؤدي دوره الحقيقى كرئيس للولايات المتحده ويحذر الشعب من غزو قادم من الفضاء!! وفي الحقيقة - رغم اهمية الاسماء السابقه - إلا ان احدا لم يتفوق على هتلر فى مواهبه السينمائيه.. فهذا الديكتاتور تجاوزت اهتماماته في الاخراج وكتابة السيناريو والمشاركه فى التمثيل الى اصدار عدة مبادئ تعطي السنيما الالمانيه هويتها الخاصه.. كما كان معنيا بكل الافلام الدعائيه التى تؤكد تفوق العرق الآري وتوحي بانحطاط الشعوب الاخرى. وبفضل سلسله متقنة من هذه الافلام غسل افكار الشعب الالمانى - رغم ذكائه وثقافته - ووجهه نحو المبادئ التي تساند ميوله العنصرية.. وكان في كل مناسبة يؤكد ان الفيلم الجيد فيلم خالد يبقى بعد فناء الامم وموت العظماء - وقد اثبتت الايام صدق حدسه حيث انتهى حلمه بإقامة "رايخ الالف عام" فيما بقيت افلامه الى اجل غير مسمى... .. كل هذه الأمثلة تؤكد وجود علاقة قوية متبادلة بين كواليس السينما ودهاليز السياسة - خصوصا فيما يتعلق بالجانب الدعائي والوثائقي... وتبقى كاليفورنيا رائدة العالم في إيصال النجوم لسدة الحكم!!