كشف عدد من تجار المجوهرات والأحجار الكريمة والالماسية عن قلقهم من كثرة التحديات التي تواجه هذه الصناعة التي بدأت تتصدر دول العام من جهة القوة الشرائية خاصة في المشغولات الالماسية. ويأتي القلق لغياب مجالس الألماس المحلية والمفترض قيامها في السعودية إضافة لضعف المهرجانات المحلية المستقطبة للتخفيضات في السوق المحلي. وقال ل" الرياض" المدير التنفيذي لشركة داجي لتجارة المجوهرات والأحجار الكريمة محمد إبراهيم الغنيمي ان وجود المجالس الخاصة بصناعة الألماس في السعودية أصبحت أمراً مهما، مشيراً إلى أن ذلك يأتي أسوة بالأسواق المشابهة وللحاجة الماسة الى وجود اندماجات فعلية أكبر للماركات العالمية. وطالب بوجود مختبرات ذات تقنيات عالية للكشف عن الألماس والأحجار ومنح التقنيات والشهادات الملائمة لها، مشيراً الى أن السوق المحلي مازالت الأكثر جذباً لصناعة المجوهرات مع تعدد المواسم الدينية والوطنية التي تعتبر عوامل مهمة في هذا الاتجاه لجذب المستهلكين والتي بدورها تحتاج لمزيد من الاهتمام. وتابع الغنيمي ان السوق السعودي بدأت تفرض تحديات جديدة على تجار الألماس، مؤكداً ان ذلك يأتي في الوقت الذي تتغير فيه الأنماط السلوكية الشرائية للمستهلكين مع توفر جملة من العوامل الإيجابية المحلية لصالح الأسعار الخاصة بالألماس والأحجار الكريمة. وأكد ان المعنيين بهذه الصناعة انه بالرغم من تنامي التأثيرات الخارجية سواء فيما يتعلق بعزوف المستهلكين للذهب مع تذبذبه نحو الصعود المبرر أو فيما يتعلق زيادة الطلبات على صناعة الألماس مع قرب أسعارها لمستويات الذهب فان قطار هذه الصناعة بدأ يتحرك فعلياً في الاتجاه التوافقي مع مقتنيه . وأضاف أن هناك قناعة لدى المستهلك السعودي في اقتناء الألماس والأحجار الكريمة عوضاً عن الذهب مع تقارب التنافس السعري للصناعتين . وأشار الغنيمي ان منطقة الخليج عموماً والمملكة خصوصاً لها نمطها الواعي الذي يسهل معه تحقيق الأهداف الترويجية حيث تشير التقييمات العالمية عن سوق المملكة بأنها منطقة دعم استهلاكي للصناعة اذا ما توفرت لتجار هذه الصناعة الأساليب الابتكارية التي تتفهم الذوق العام للسعوديين مبيناً ان صناعة الألماس بدأت تستوعب أذواق ! مستهلكي الذهب وتستقطبهم لصالحها في ظل تقاعس تجار الذهب عن الخروج بآليات ابتكارية بعيداً عن الضغوطات السعرية . ومضى الغنيمي ان المملكة تتصدر كثيرا من دول العالم من جهة النمو في مبيعات المشغولات الالماسية خلال النصف الأول من العام 7002بنسبة تمثل 41في المائة، لافتاً الى انه بسبب الإقبال الكبير على الألماس عقب ارتفاع أسعار الذهب. وبين ان السعودية تصدر لدول الخليج ثلاثة أرباع مبيعات الألماس، مؤكداً ان ذلك بسبب القدرة الشرائية لدى الأفراد والذي يرتبط بتحسن الناتج المحلي لارتفاع أسعار النفط وزيادة تلك الدول من مرتبات مواطنيها. من جهة أخرى تشهد أسواق المجوهرات السعودية حركة نشطة هذه الأيام متزامنة مع مناسبة عيد الفطر وما يتبعها من مناسبات عائلية وحفلات زواج، ورغم تربع المملكة على المركز الرابع عالمياً من جهة استهلاك المشغولات الذهبية الا أنها في السنوات الأخيرة التي شهد فيها الذهب ارتفاعات لمستويات قياسية اقتربت بحسب المهتمين بالمجوهرات من أسعار الأحجار الكريمة والألماسية أدى الى تغيير أنماط المستهلكين نحو الأحجار الكريمة والمشغولات الألماسية . واعتبر تجار المجوهرات سوق المملكة رابع الأسواق العالمية من حيث القوة الشرائية بعد أميركا واليابان والهند، مؤكداً أن الفترة التي تتزامن مع بداية الصيف من أفضل الأوقات التي تنشط فيها عمليات شراء الذهب رابطين ذلك بكثرة المناسبات السعيدة سواء كانت هدايا للناجحين أو موسم حفلات الزواج الذي تكثر فيه حفلات الأعراس فيشتد الإقبال من العرسان أو بقية النساء اللاتي يحضرن حفل الزواج. وأظهروا ان هناك زيادة في الإقبال على الألماس مقارنة بالسنوات الثلاثة الأخيرة التي كانت تقتصر الفترة التي سبقتها عمليات شراء الألماس على الطبقات الغنية، مشيرين إلى أن الألماس في السعودية بدأ يتزايد بعد تقديمه بأسعار مقبولة، إضافة إلى توجه كثير من الشركات العالمية لهذا السوق الذي يتميز بقوة شرائية ينفرد بها عن بقية الأسواق حول العالم.