يعاني الرغيف الجزائري المعروف باسم "المطلوع" من منافسة شديدة غريمه فيها الرغيف المشرقي الذي اجتاح عددا لا يحصى من محلات بيع الخبز كما ان بعضا ممن عاشوا في دول المشرق العربي عمدوا لافتتاح محلات متخصصة في صنع تشكيلة متنوعة من الأرغفة العربية، لا سيما العيش المصري والمرقوق السوري واللبناني، الغريب ان هذه المحلات تبيع البيتزا والفاست فود طوال العام، تتحول في شهر رمضان لصنع "الزلابية" و"البقلاوة". و"قلب اللوز" وغيرها من الحلويات المحلية الا انها قررت هذا العام التركيز اكثر على الرغيف المشرقي الذي أصبح يحظى بشعبية متنامية. يظهر التنافس الشديد بين أنواع الخبر التقليدي الجزائري والرغيف المشرقي في تلك الطوابير التي تتشكل امام المخابز منذ صلاة العصر وحتى الدقائق الأخيرة التي تسبق رفع اذان المغرب، ويحظى الرغيف المشرقي باقبال متزايد من الجزائريين الذين أصبحوا يتناولنه برفقة سيد مائدة الافطار الجزائرية: حساء "الشربة" الشهير. ولم يسلم الخبز الأفرنجي من منافسة الرغيف المشرقي الذي يبدو بأنه سيربح المعركة فلم يعد لل "باغيت الفرنسي" ذات شعبيته السابقة التي امتدت منذ ايام الاحتلال الفرنسي وحتى يومنا هذا، وان لم تعد اليوم تتجاوز المدن الكبرى التي يتجنب سكانها الخبز التقليدي بزعم انه "ثقيل على المعدة" بالمقارنة مع الخبز الفرنسي الذي يوصف بأنه "خفيف ونحيف" رد على ذلك تفضيل نساء المدن الكبرى اللائي يعملن في معظمهن خارج البيت، اقتناء الخبز الافرنجي الجاهز على عجن وطهي الخبز التقليدي بعد يوم عمل شاق. وإن البعض يجد في الرغيف المشرقي ضالته فإن البعض الآخر يعتبر اقتحامه لساحة النزال الرمضانية كارثيا فكثير من الاسر المعوزة تكسب قوتها من بيع المطلوع الذي تعده النساء في أفرانهن المنزلية ليبيعه اطفالهن في قفف من خوص امام المساجد وعلى مداخل الاسواق، ولذا لا تتوقف الامهات عن ابداء استيائهن الكبير من محلات بيع الرغيف المشرقي التي أصبحت "تنبت مثل الفطريات" كونها لا تتطلب من أصحابها اموالا باهظة. رغم هذا الاقتحام اللافت لعادات الجزائريين والذين كانوا يشاهدون اصناف الرغيف المشرقي في المسلسلات المصرية والسورية قبل ان يندفعوا لشرائه، فإن الكثيرين يعتقدون ان البون الشاسع الذي يفصل المطلوع عن المشرقي في السعر يجعل من تفوق الثاني على الأول عسيرا فالرغيف المشرقي الواحد يباع ب 30دينارا جزائريا، وهو ثمن كليوغرام كامل من الدقيق الرطب الذي تستطيع ربة البيت ان تعجن منه ما يزيد عن 3أرغفة مطلوع، او رغيفين متوسطي الحجم من خبز الكوشة، السبب الآخر الذي قد يضمن للمطلوع مركز الصدارة هو ما يختص بعقلية الرجل البيت الجزائري الذي يرفض اقتناء ما يمكن ان يصنع في البيت بيد زوجته او ابنته او اخته فهو يجهل طريقة تحضير خبر المحلات ولا يعلم عن نظافتها شيئا وهذه هي نفس العقلية التي تجعل الأسر الجزائرية مهما كان مستواها المعيشي، وخلافا لكثير من العائلات العربية، قليلة التردد على المطاعم، شعبية كانت أو فاخرة، بل يكاد تكون الحال شبه نادر، بالنظر الى حرص الآباء والأزواج على تذوق الأطباق الشهية والمأكولات التقليدية من يد ربات البيوت.